الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حج النافلة أفضل أم كفاية المحتاجين...رؤية واقعية شرعية

السؤال

نحن نعرف أن الحج فرض وركن من أركان الإسلام، ونظرا للتطورات الحديثة، أصبح الحج لدى البعض كمن هو ذاهب في نزهة، أي كل سنة.
سؤالي هو: ما حكم الشرع في إنسان أنعم الله عليه بالمال، فهو يحج أو يعتمر كل سنة، بينما هناك من أقربائه من هم في حاجة إلى المال، إما لـ:- العلاج، إجراء عملية جراحية باهظة، كفالة أيتام، أداء عمرة، أداء حجة أو غيرها ... مع العلم أن أحد خطبائنا في الجزائر - رغب في الحج لمن استطاع كل سنة، دون إنفاق ذلك المال في الأوجه التي ذكرتها آنفاً.
أرجو التوضيح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد حث الشارع على تكرار الحج والعمرة ومتابعتهما، وأخبر أن ذلك ينفي الفقر والذنوب، ففي الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة. والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع.

إلى غير ذلك من النصوص الدالة على فضل الحج وتكفيره للذنوب ورفعه للدرجات، والحج أفضل من صدقة التطوع، إلا أن تكون الصدقة على قريب محتاج.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في "الاختيارات الفقهية": وأما إن كان له أقارب محاويج، فالصدقة عليهم أفضل، وكذلك إن كان هناك قوم مضطرون إلى نفقته، فأما إذا كان كلاهما تطوعاً، فالحج أفضل، لأنه عبادة بدنية مالية، وكذلك الأضحية والعقيقة أفضل من الصدقة بقيمة ذلك، لكن هذا بشرط أن يقيم الواجب في الطريق، ويترك المحرمات ويصلي الصلوات الخمس، ويصدق الحديث، ويؤدي الأمانة، ولا يتعدى على أحد. انتهى.

فمن كان له أقارب يحتاجون إلى المال لنفقتهم أو العلاج، فالتصدق عليهم أفضل من التطوع بالحج، لكن لا ينبغي للمستطيع أن يتأخر عن الحج أكثر من أربعة أعوام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يقول: إن عبداً أصححت له جسمه ووسعت له في معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليَّ لمحروم . رواه أبو يعلى وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة