السؤال
جزيتم كل خير على جهودكم المبذولة في هذا الموقع.
أنا أم لطفل في السادسة من عمره، تميز بذكائه منذ عامه الأول، وسلوكه الهادئ، ومنحه الله ذاكرة قوية تمكنه من سرعة الحفظ مع التركيز؛ مما ساعده في البدء بحفظ بعض السور القرآنية -ولله الحمد-.
بدأت مشكلته الأولى بعد أن أتم عامه الثاني، فقد بدأ بالتلعثم والتأتأة، وذلك بعد أن قمنا بتغيير مكان الإقامة إلى مكان لا يوجد فيه الكثير من الأطفال, راجعت أخصائية نطق، وأخبرتني أن التأتأة أمر طبيعي لمن هم في سنه، وأنها ستزول بعد أن يتم الخامسة، وأنا ألاحظ أنها قد تلاشت بنسبة (95%) في أغلب الأوقات، لكنها تعود للظهور في الأوقات التي يعاني فيها من مشكلات نفسية، وهذه هي المشكلة الأهم والتي تؤرقني كثيراً.
في العام الماضي بدأت تظهر عليه علامات حب القيادة والرغبة في السيطرة، لا يحب أن يلعب مع أي مجموعة ممن هم في سنه، إلا إذا تمكن من السيطرة عليهم وفرض أوامره عليهم, وإلا سينفجر في البكاء ويجلس وحيداً، ولو اقتضى الأمر أن يقضي وقته على هذه الحال، حاولت أن أعلمه مبادئ اللعب والمشاركة، لكنني لم أنجح في مساعدته على ما يبدو, وكنت مقتنعة أن هذه الصفة مرافقة لمرحلته العمرية، وأنها ستزول بعد أن يكبر.
الآن بدأ يعاني في المدرسة بسبب هذه المشكلة، وبدأ يكره المدرسة؛ لأنه يظن أنه لا يوجد من يحبه من أصدقائه ولا يوجد من يحب اللعب معه! حاولت أن أتحاور معه وأقنعه بضرورة تغيير طريقته في التعامل مع أصدقائه، لكن دون فائدة، ومعلمته تخبرني أنه اجتماعي والجميع يحبه، ولكنه مصر على عكس ذلك.
الحمد لله هو من المتفوقين في المدرسة، لكنني بدأت ألاحظ في الفترة الأخيرة أن مستواه بدأ يتراجع بسبب المشكلة السابقة الذكر, وبسبب كثرة حركته التي بدأت حديثاً في الفصل، وعدم رغبته في التركيز مع المعلمة أثناء الشرح.
البارحة اكتشفت شريط فيديو قام هو بتصوير نفسه فيه والحديث عن نفسه، كان يتحدث عن كرهه للمدرسة، وأنه يشعر بعدم وجود من يحبه، وقال: (أنه مجرد فاشل) أثرت علي هذه الجملة كثيراً؛ لأنني دائماً ومنذ صغره أوضّح له كم نحبه وكم أنا فخورة به، وأنه متميز وناجح.
أود أن أوضح أن أسلوبي في التعامل يميل إلى التحاور معه والإقناع، لكنني ألجأ في بعض الأحيان إلى التوبيخ، وأحياناً الضرب، ومع هذا أشرح له سبب توبيخي له، وأن العقاب كان للسلوك الخطأ وليس لذاته, والده يميل إلى شتمه وإصدار بعض الصفات الخاطئة، لكنني دائماً أدفعه إلى تصحيح خطئه معه، وتفهيمه أنه لا يجوز أن نبرمجه برمجة سلبية.
أرجو أن تفيدوني في كيفية التعامل مع صغيري, هل يجب عرضه على طبيب نفسي؟
لا أود له أن يكبر وفي داخله أي هذه المشاعر, خصوصاً أنني أصبحت على ثقة أنه يخفي الكثير في داخله ولا يفصح عنه بعد تجربة الشريط المصور.
أشكركم كثيراً وآسفة على الإطالة.