السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)
أنا شاب ملتزم ولله الحمد، عمري 29 سنة، في السنة الأخيرة من الدراسة الجامعية، وككل شاب يطمح أن يكون أسرة ليعف نفسه عن الحرام، بدأت في التفكير بالزواج والبحث عن زوجة صالحة تعينني على أمور ديني ودنياي، فأثارت انتباهي فتاة تدرس في نفس شعبتي وأكبرها بخمس سنوات, فهي أخت ملتزمة وجميلة، وتلبس الحجاب الشرعي وتمارس الدعوة في الكلية, لكني لا أعلم ما يحول نظري تلقائياً، وبدون أي سابق قصد إليها؟! فأرد نظري، وسبحان الله كلما يحدث هذا -وهو ما يحدث يومياً- أتفاجأ بنفس النظرات للبنت التي أنظر إليها، ثم تحول نظرها هي الأخرى.
فكرت في التقدم لخطبتها, لأنه نادراً ما تجد فتاةً عفيفة وتقية في زمن كثرت فيه الفتن، واختلط فيه الصالح بالطالح, كما أني رأيت فيها الصفات التي أرشدنا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم.
شيخي العزيز مشكلتي الأولى كانت في أني لا أعرف عنوان بيتها, لأنني مغترب وهي من نفس البلدة التي ندرس فيها، وأصدقك الحديث أني لم أكلم بنتاً إلا لضرورة، ووفق الضوابط الشرعية، وأنه لم تكن لي أي علاقة سابقة.
طلبت من إحدى الأخوات تدرس معي أن تخبرها أني أريد خطبتها من أبيها, وأن تدلني على عنوان البيت لأتقدم لها بشكل رسمي, فكان ردها أن والدها غير ملتزم وسيرفض تزويجها بشاب ليس له عمل، مع العلم أنها راغبة في الزواج ومقتنعة بي كزوج لها, وطلبت مني أن نتقابل في مكان أحدده وبحضور والدتها, فلم يتيسر الأمر، لأني أردت أن يكون معها أحد المحارم.
فكان رد فعلي أني طلبت منها إنهاء الموضوع لاقتراب موعد الامتحانات, مع إعادة نظرها في مسألة الرزق، وفي أسس اختيار الزوج إذا كانت حقاً ملتزمة، وهذا ربما هو الخطأ الذي ارتكبت والله أعلم، والذي سبب لي المعانات.
في السنة الموالية بعد التخرج من الجامعة من الله علي بالوظيفة, حاولت من جديد عن طريق نفس الأخت التي كانت تتواصل بيننا لتبلغها أني توظفت، فمشكلة العمل قد حلت بفضل الله تعالى، فكان ردها الرفض ربما تعنتا لما صدر مني في الفترة الأولى.
بعد مدة التكوين في مدرسة تأهيل الأساتذة عينت في مدينة تبعد عن بلدها ب 400 كلم, قضيت سنة أثثت فيها المنزل الذي أقيم فيه بجميع التجهيزات والمتطلبات، وطلبت من والدتي الذهاب إليهم, بعد معرفة مكان البيت بمساعدة من أحد الإخوة, فنم استقبال الوالدة من طرف أم الفتات, فشرحت لها والدتي أنى أريد خطبة البنت، وأني معجب بتدينها وأخلاقها، كونها تلبس الحجاب وأرى فيها صفات الزوجة الصالحة، خصوصاً أنه لم يسبق لي أن شاهدتها في مواطن وهي مختلطة بزملائها من الطلاب كالعديد من الطالبات اللواتي نراهن في الحرم الجامعي.
فطلبت منها التشاور مع الوالد والرد علينا هاتفياً, فكان الجواب أن الأب لا يستطع تزويج ابنته في مدينة بعيدة دون أن يسأل عن ديني وأخلاقي.
المهم بدأت في البحث عن زوجة أخرى بمساعدة الأسرة وبنفس المواصفات التي أرغبها (الدين، الأخلاق , الالتزام, الحجاب الشرعي والجمال)، لكن لحد الآن لم أجد فتاة أرتاح لها, لأن بعد كل صلاة استخارة يتجه تفكيري للبنت الأولى، وكذلك قلبي لا زال يميل إليها لأنني أحبها, كما أنني أدعو الله عز وجل في السجود وفي كل الأوقات إذا كان فيها خير لي في ديني ودنياي أن يجعلها من نصيبي، وييسر لي الارتباط بها.
مؤخراً قبل شهرين التقيتها عن طريق الصدفة عند زيارتي الجامعة فاحمر وجهها، وقامت بتصرفات وكأنها تريد قول شيء, فظننت ربما أن الأمور أو الأفكار قد تغيرت عندهم.
سؤالي يا أخي الكريم هو: هل لي أن أسأل الفتاة مرة ثانية عن طريق وسيط؟ علماً أنني لمست منها بعض الارتياح للموضوع, أو أتحدث مع والدها مباشرة؟ أو ما هي الطريقة المثلى في نظركم للمحاولة، ولكن بنفس الوقت لا تشمل تنازلي عن كرامتي؟
بارك الله فيكم، وجعلكم دوماً أهل ذكر يُسألون، وأهل علم يقتدى بهم فيستفتون فيفتون ويحسنون.
وجزاكم الله كل خير على جهودكم الطيبة.