السؤال
السلام عليكم.
الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم، حفظك الله وجعل ما تقوم به رفعة لك يوم القيامة.
أنا سيدة أبلغ من العمر 45 سنة، وأعيش في حالة نفسية سيئة، بدأت هذه الحالة معي منذ سنة وثلاثة أشهر تقريبًا، وهي حالة من الاكتئاب الدائم والحزن المتواصل، لم أعد أرى السعادة التي كنت أعيشها سابقًا، بل دائمة الحزن والبكاء، فأنا لم أعد أرى للحياة طعما، بل أفضل الموت على الحياة وأشعر أنه الحل الوحيد لحالتي التي أتعبتني كثيرًا.
ومن شدة هذه الحالة؛ فقد أصبت ببعض الأعراض والتهيؤات مثل: طنين الأذن المستمر والمزعج، وعدم التركيز وعدم فهم بعض الأشياء بسرعة، فقد أصبح فهمي بطيئًا، ولم أعد أستطيع تمييز بعض الأصوات إلا بصعوبة، وحاليًا أصبحت أكرر بعض الأحرف عند النطق، كما أنني (أعجز عن وصف هذا الإحساس) أشعر وكأن أذني اليمنى باردة، للعلم هذه الحالة التي أمر بها جاءتني على هيئة ضعف سمع بالرغم من أنني أحيانًا أشعر وكأن سمعي لم يتغير، وأن مستوى السمع متساوٍ لكلتا أذنيّ، أيضًا أشعر بوشوشة في الرأس مثل صوت الهواء، غالبًا ما أشعر بهذا الصوت وكأنه في أذني (إحساس مزعج جدًا).
ذهبت إلى أطباء واستشاريين وبروفيسور وأكاديمي في الجامعة، وأيضًا ذهبت إلى رئيس قسم الأذن والحنجرة في أحد المستشفيات الكبرى، والذي قال لي: انسي الطنين وسينساك. وكانت نتيجة هذه المراجعات سليمة -ولله الحمد-، كما ذهبت إلى أخصائي عظام، وعملت أشعة مقطعية للرقبة وكانت سليمة -ولله الحمد- مع أني أشعر بألم فيها أحيانًا وكأن رأسي ثقيلا ولا تستطيع رقبتي حمله، عملت 19 تحليلا للدم والغدة والفيتامينات والنتيجة -الحمد لله- سليمة، وعملت أيضًا تخطيطا لضغط الطبلة عدة مرات وأشعة مغناطيسية للرأس والنتائج سليمة أيضًا -والحمد لله-.
أشعر وكأن مشكلتي نفسية فقط، لم أعد أستمتع بالحياة وأصبح الإهمال واضحًا علي، ومنظر البؤس تحمله عيناي وملامح وجهي الذي أشعرني بأنني كبرت عشرات السنين، لم أعد أحب الخروج من المنزل كالسابق بل أفضل الجلوس في البيت، وشرح معاناتي لم يخفف عني، حتى عملي لم أعد أجد متعة فيه، ومن شدة قلقي وحزني وهمي أفكر فعليًا بالتقاعد، لم أعد مقبلة على الحياة كالسابق، علما بأنني إنسانة حساسة وكنت أحمل هموم الناس في السابق، أما في الوقت الحالي فهمي لم يجعل لي وقتا حتى أفكر في أحد، فأنا في هم وبكاء 24 ساعة، حتى نومي لم يعد كما كان، كنت أنام وأشعر بمن حولي أما الآن فلا أشعر بشيء، كما أنني أرى أحلاما مزعجة، أصبحت أنتظر الخلاص من الله حتى أرتاح، لم أعد أتحمل الحديث مع الناس، أصبحت حساسة بشكل لا أحتمله، أبسط الكلمات تؤثر فيّ وتقلب كياني مهما كانت بسيطة وغير جارحة أبدًا.
للعلم: فقد مررت بتجربة من الاكتئاب قبل ثلاث سنوات تقريبًا، واستمرت ما يقارب السنة ونصفاً أو سنتين، في تلك الفترة لم أكن متضايقة من أذني أبدًا، ولكن كنت أشعر بوخزات شديدة في القلب، وحزن وضيقة وكآبة، ويخيّل لي أنني أتنفس بصعوبة بسبب قلبي، ذهبت إلى طبيب القلب وعملت تخطيطا وأشعة الإيكو وفي النهاية صرف لي الدواء وقال (إنسي)، كما ذهبت إلى أطباء في جميع التخصصات بسبب هذه الحالة، وكل طبيب يشخص حسب تخصصه ويصرف العلاج، وجميعهم قالوا (إنسي)، ولكنني اجتزت هذه المحنة -بفضل الله- وعشت بعدها حياة سعيدة -ولله الحمد-، ولكن منذ سنة وثلاثة أشهر وأنا لم أعد أرى للحياة لونا وأفضل الموت، مع أني أعيش في أسرة متفهمة -ولله الحمد-.
ماذا أفعل يا دكتور؟ فقد مللت الحياة مع أنني -ولله الحمد- ملتزمة بأمور ديني وأعرف أن رحمة الله واسعة، ولكن ما أمر به صعب ولا يوصف، أسأل الله أن لا يجعل أي مسلم يمر به، لقد وصل الأمر بي إلى أنني أدعو الله أن يريحني ويقبض روحي، ولكن أرجو أن يجعل الله شفائي على يديك.
أرجو الرد سريعًا يا دكتور فأنا في حالٍ بائسٍ لا يعلمه إلا الله، بارك الله فيك وجزاك كل خير.