الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدمنت العادة السيئة حتى تدهورت صحتي .. كيف أعود لطبيعتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا كنت من المدمنين على العادة السيئة لمدة أربع سنوات، حتى بدت عظام وجهي، وتقدمت كتفاي إلى الأمام وانحنى ظهري، قمت بقراءة عدة استشارات على موقعكم، وقد علمت أن وضعي قابل للمعالجة، وأن جسدي سيعود كما كان، فهل من أدوية تساعد على ذلك؟ خصوصًا المخ.

وزني كان 42 وارتفع إلى 48 بعد الإقلاع عنها، وعمري 17، وطولي 165.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yotta 1998 .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

عافاك الله وثبتك على طريق الحق والخير -إن شاء الله- والعادة السيئة القبيحة تؤدي إلى اضطراب في الشخصية، وحالة من فقدان الثقة بالنفس والانطواء والخوف المجتمعي، وعدم القدرة على مواجهة الآخرين في حوارات أو في نقاشات؛ لأن المشغول بالعادة السرية عادة لا يقرأ كثيرًا، -ولا حتى قليلا- ووقته مشغول، وفكره مرتبط بهذه العادة.

كذلك هذه العادة تؤدي إلى ضعف الانتصاب وسرعة القذف فيما بعد عند الزواج، وقد تؤدي إلى التهاب في المسالك البولية والاحتقان الدائم في غدة البروستات، خصوصًا عند التعرض للإثارة الجنسية المتواصلة.

والمتعة التي تشعر بها في الواقع متعة زائفة للحظات يتبعها ندم شديد، وتأنيب للنفس لعدة ساعات، ولا يقطع حبل ذلك التأنيب إلا بالعودة إلى تلك الممارسة مرة أخرى، ولكن المحصلة في النهاية ليست في صالحك، بل تأخذ من رصيد حياتك يومًا بعد يوم.

لذلك من بين الأمور التي تساعد على التخلص من هذه العادة السيئة هي الاعتراف بأنها ممارسة خاطئة، والندم الشديد على فعلها، والرغبة الشديدة في التخلص منها، ثم شغل الوقت بالقراءة والصلاة والدعاء والذكر والخروج في نزهة بريئة مع الأسرة، وعدم الجلوس منفردًا في الغرفة، وترك مواقع النت والأفلام التي تثير الشهوة والالتفات إلى الدراسة والثقافة العامة، ومراجعة حفظ القرآن.

وإذا أردت أن ترى معاناة الناس، وتخرج من عالم العادة السرية، فيمكنك عمل زيارة لإحدى المستشفيات التي ترعى كبار السن، وذوي الإعاقة، وترى معاناتهم ومعاناة أسرهم، وترى القائمين على هذا العمل النبيل وما يقدمونه للأطفال والمرضى للتخفيف من آلامهم، وتقارن ذلك بما تقوم به، لترى الفارق الكبير بينك وبينهم، ثم تعود بتغير في الرأي والإقدام على فعل ما ينفعك في الدنيا والآخرة، وهناك الكثير من الفيديوهات لخبراء التنمية البشرية مثل الأستاذ إبراهيم الفقي، والشيخ طارق السويدان وغيرهم فقد تنتفع بعلمهم -إن شاء الله-.

والإحساس بالغبن يوم القيامة هو بسبب الندم على ما فات من الوقت، وما أهدر من الصحة كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، إذن نشغل وقتنا بالقراءة دين ودنيا حتى نستثمر الوقت فيما يفيد لبناء الشخصية، والمعرفة التي تزيد الثقة بالنفس والبعد عن الوحدة والانفراد بالنفس، وأصدقاء السوء الذين لا يتكلمون إلا في مواضيع الجنس وما حولها.

ومن المعلوم أن الحالة الذهنية وحالة الانطواء على النفس وضعف الشخصية تتحسن كثيرًا عند التوقف عن ممارسة تلك العادة السيئة، ومع التغذية الجيدة سوف تستعيد بناء جسمك، وشخصيك، وتتحسن المناعة لديك، ويصبح جسمك أكثر قوة ومقاومة للأمراض.

وهناك كثير من الأشياء الطبيعية، وهى آمنة -إن شاء الله- والتي مع تناولها يمكن لوزنك أن يزيد ومنها الخميرة، وهي عبارة عن فطر، ويوجد منها أقراص وحبيبات ومسحوق، وهي تحتوي على فيتامينات (ب) المركب، وتفيد الأشخاص الذين يعانون من ضعف الأعصاب، ومن النحافة، ومن ضعف الشهية، واستخدامها آمن جداً، وتؤخذ بمعدل حبتين قبل الوجبات 3 مرات يوميًا، مع تناول نوع معين من الفيتامينات مثل: كبسولة واحدة رويال جلي، وكبسولة واحدة من أوميجا 3، وكبسولات فيتامين (د) الأسبوعية 50000 وحدة مرة واحدة في الأسبوع لمدة 2 إلى 4 شهور.

كذلك فإن أفضل طريقة للسمنة، وزيادة الوزن هو شرب عصير موز، مع الحليب مرتين يومياً.

كذلك الإكثار من أكل المكسرات بين الوجبات، والإكثار من أكل الفواكه الطازجة، واستخدام ملء ملعقة طعام من مسحوق الحلبة ثلاث مرات يومياً، وكذلك الإكثار من التمر، كذلك فإن التين المجفف المنقوع يضاف إليه حليباً دافئاً وملعقة ينسون وتتركه لمدة ساعة، ثم يؤكل على الريق لفتح الشهية، بالإضافة إلى فاكهة التين الطازج، مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والسماع لترتيل القرآن، والقراءة في كتب السيرة ورياض الصالحين، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويساعد الدواء على العلاج، ثم الكتابة لنا مرة أخرى على الموقع للاطمئنان على حالتك -إن شاء الله-.

وفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا محمد

    تأنيب الضمير ترتب معه مشكلة نفسية ويأس من العلاج من هذه العادة السيئة

    أعجبني كثيرا الوصفة لاسترداد الصحة فكلم جزيل الشكر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً