الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعور بقرب الموت وفقدان للإحساس والبعد عن الواقع

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت حياتي طبيعية، ولكن كنت أعاني من الضغوط الطبيعية للعمل والحياة، إلى أن جاء يوم كنت أستعد للنوم في تمام الثانية صباحاً، فأحسست بوخز شديد في أنحاء متفرقة من جسدي، وبعدها أحسست بأن لساني تورم، ولا أستطيع التنفس، ولا أن أبلع ريقي، وأحسست بأن الموت قادم إليّ، ولا أستطيع التفكير، فذهبت للاغتسال والصلاة، ولكن كنت خائفاً، وكان عندي ما يشبه الذهول وعدم التفكير، وكأن راسي غير موجود، وعندما أصبحت أكثر هدوءًا ذهبت إلى النوم، وفي اليوم التالي أحسست أني طبيعي، وعند العصر بعد أن تناولت وجبة الغداء، أحسست بأن لساني تورم، ولا أستطيع التنفس، ولا أن أبلع ريقي.

ذهبت إلى الدكتور وقال ل: إن ضغط دمك هو (150/100)، ورأى تورماً في اللسان، فوصف لي مضادات حيوية، وخافضاً لضغط الدم، وقمت بقياس الضغط ليلاً فكان (130/100)، مع شعوري بعدم الارتياح، وعدم القدرة على التنفس بصورة منتظمة.

ذهبت إلى دكتور آخر، وقام بتشخيصي تشخيصاً خاطئاً، وقال بأن عندي زيادة في نسبة الكالسيوم في الدم، وعندما قرأت عن هذه الأعراض أحسست أني أُصبت بالسرطان، ولكن ذهبت إلى دكتور آخر وقال لي: إن ضغطك (160/110)، وقم بعمل تحاليل للكرسيترول، والدهون الثلاثية والنقرس.

وفعلاً كان عندي زيادة في كل هذا، وتم معالجة ذلك، ولكن كان الكالسيوم طبيعياً، وأنقصت وزني، ومارست الرياضة، وأوقفت التدخين، وخسرت (20 كيلواً) من وزني، ونزل الضغط إلى الطبيعي، ولكن في بعض الأحيان يصل إلى (130/100 أو 140/90) عندما تأتي هذه الحالة، فأتوتر وأكون كأني أحلم، ولا أستطيع التعايش مع هذا الواقع، وأُصاب بالرعب الشديد، وقد كان عندي رعب شديد من الأكل، ولكن تم التغلب عليه.

ما أشعر به الآن أني في بعض الأحيان أحس أن دماغي فيه الكثير من الأفكار مثل الموت، وأشعر بتوهان وحرارة تنبعث من أسفل الرقبة ومنطقة الأكتاف، وكأني غير موجود، وأفقد الإحساس بالواقع وكل ما حولي، وعندي أرق مع عدم انتظام في النوم، وفقدان للشعور والأحاسيس، وأحس أني أحلم أو أرى نفسي من الخارج وكأني لست أنا، مع العلم أني في كثير من الأحيان عندما أكون في مرحلة الهدوء يكون الضغط (120/80 أو 120/80).

فماذا أفعل؟ وما تشخيص حالتي؟ وكيف أتغلب عليها؟

مع العلم أن جميع فحوصات الدم سليمة، ونسبه السكر فيه طبيعية، فأرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالسمنة أو الوزن الزائد، والتدخين وارتفاع الكوليستيرل والدهون الثلاثية، وعدم ممارسة الرياضة، وتناول الكثير من الملح والمخللات، وحالة التوتر والقلق التي تسيطر على الإنسان، تعتبر كلها عوامل خطر (Risk factors) لكثير من الأمراض، ومن بينها: ارتفاع ضغط الدم، وزيادة فرص حدوث الذبحة الصدرية، واحتمال الإصابة بالسكر.

والعلاج هو في تغيير نمط الحياة، ويتمثل في: إنقاص الوزن من خلال حمية غذائية مناسبة، وممارسة رياضة المشي، وترك التدخين تماماً، وعلاج الكوليستيرول والدهون الثلاثية في حالة ارتفاعهما، بالإضافة إلى الرياضة والحمية، وترك المخللات والملح إلا في الخبز، والقليل من الملح في الخضروات المطبوخة.

وعند قياس ضغط الدم لعدة قياسات ( 4 )، وملاحظة أن القياس يساوي أو أكثر من (140 / 100)، يجب تناول علاج لضبط الضغط لفترة طويلة تصل لسنوات حتى ينقص الوزن، ويتم السيطرة على الدهون والكوليستيرول. وهناك أنواع كثيرة من علاجات الضغط المناسبة، فيوضع في القرص مادتان فعالتان لعلاج الضغط، وبالتالي يمكن تناول دواءين في قرص واحد مثل (preterax أو coveram) وغير ذلك الكثير من الأنواع، والهدف من تناول العلاج والحمية وإنقاص الوزن هو تجنب الذبحة الصدرية أو الأزمات القلبية، وتجنب الإصابة بالسكر.

وبخصوص المخاوف والتوتر والقلق يمكن زيارة طبيب نفسي لعمل جلسات تحليل نفسي، وتناول بعض أنواع الأدوية لحالات القلق والتوتر المعروفة بـ(Anxiety)، وسوف يمنُّ الله عليك بالصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر moustafa hamdi

    جزالك الله كل خير د. عطية إبراهيم محمد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً