الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي غير مواظب على الصلاة، هل تنصحونني بالاستمرار معه أم الانفصال؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة تقدم لخطبتي شاب على خلق جيد، ومستوى علمي واجتماعي مناسب جدا، ولكن في بداية تقدمه أخبرني أنه كان غير ملتزم بالصلاة لبضع سنوات، ولكن بدأ بالالتزام من رمضان الماضي تقريبا، وكنت قد وافقت على أساس أنه انتظم على الصلاة، وشعرت أن عنده النية في مجاهدة نفسه بأن لا يرجع لعدم المواظبة مرة أخرى، ولكن بعد عشرة أشهر تقريبا أخبرني أنه مضى عليه أسبوع لم يلتزم فيه بالصلاة، ويضيع بعض الفروض خلال اليوم أو كلها، لا أعرف ماذا أفعل! هل أكمل مشروع الارتباط معه أم أوقفه؟ مع العلم أني كنت أتمنى من الله أن يرزقني من هو أفضل مني دينيا ليعينني على طاعة الله، وأن أكون أفضل حالا مما أنا عليه، خصوصا وأني في مرحلة من مراحل حياتي كنت أعاني من التقصير في الصلاة أيضا، ولكن أشعر أني معه سوف أكون أنا الشخص الذي يعين الآخر.

وقد تحدثت معه في هذا الأمر، ولكن لم أشعر من كلامه أن لديه الاستعداد في أن يقبل أن من حقي أن أنبهه إذا حدث تقصير منه مرة أخرى في الصلاة، أخبرني أن كلامي في هذا الأمر سيكون من منطلق النصيحة، وأن الكلام في هذا الموضوع أكثر من ذلك سيكون حساسا له، وقد لا يتقبل الكلام باستفاضة فيه مرة أخرى، مما جعلني أشعر أن باب النقاش في هذا الأمر لن يكون سهلا، وشعرت من ذلك احتمالية وجود طبع العناد فيه، أو أنه قد لا يقبل النقاش مما يقلقني كطبع عام في شخصيته.

لا أعرف ماذا يجب أن أفعل، أنا أفكر في الانفصال، ولكن لا أعرف هل هذا هو التصرف الصحيح أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وأن يصلح الأحوال، وأن يقر عينك بصلاة خطيبك وصلاحه وتحقق الآمال.

كان الفاروق –رضي الله عنه- يكتب للولاة فيقول: (إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، والصلاة أمان في الأرض، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة)، ونحن لا نؤيد الاستعجال في ترك الشاب، ولكن نؤكد على ضرورة حسم موضوع الصلاة، ولا مانع من أن تقولي: أنت شخص مناسب وطيب وأنا سعيدة بك، لكني لا أستطيع أن أكمل معك إذا لم أتأكد أنك ستصلي بل تعينني على الصلاة والخيرات.

والصلاة هي ميزان الإنسان في الدنيا، وهي أول ما يحاسب عليه يوم القيامة، وهي نور وبرهان ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة يوم القيامة، وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف، وهؤلاء -والعياذ بالله- هم أئمة الكفر والضلال.

ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تقيمي حياتك على التواصي بالحق والصبر، سعدنا بتواصلك مع موقعك، وأفرحنا حرصكم على هداية الزوج، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاته وصلاحه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات