السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله كل خير على مجهودكم، ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أرجو أن تقرأ رسالتي بوضوح وعمق؛ لأنها حالة طويلة ومعقدة.
أنا شاب، عمري 21 سنة، أعاني من كل شيء في حياتي، بدأت مشكلتي في أن أبي كان شديدًا علينا، ونحن أطفال، فتربينا على الخوف منه، وتقريبًا عدم حبه لما كبرنا، حتى أني أجد صعوبة كبيرة في التواصل معه حتى الآن، ولم نكن اجتماعيين غالبًا، فنكون في البيت طوال الأسبوع، وإذا خرجنا نخرج لوحدنا؛ مما أدى إلى فشل في الحياة الاجتماعية لاحقًا.
في المقابل فأنا -والحمد لله- أحفظ كتاب الله كاملا، ومتفوق جدًا في دراستي، ومع ذلك وللأسف أدمن العادة السرية مع كل محاولاتي التي تبوء دائمًا بالفشل مما يحطمني نفسيًا، وفي فترة من الفترات أصبت بحالة من الوسواس الديني، لكني تعالجت باللسترال -والحمد لله-.
بعدها بسنين ذهبت للجامعة، وأحببت زميلة لي، لكن لم يسر الموضوع كما تمنيت، وأصبحت أكره نفسي وشكلي، ومع أني متفوق في كلية الطب، ومن الأوائل إلا أنني صرت أكره المذاكرة، وعندي توهم أني كل ما أتخيل شيئًا سيئًا يحصل لي فأنا أخاف من الغباء، وفعلا أصبحت غبيًا في كل حياتي الدراسية والعامة.
أيضًا تدهورت حالتي النفسية أكثر؛ حتى حاولت الانتحار، لكن الله أنقذني، فذهبت للطبيب ووصف لي سيبرالكس استمررت عليه فترة خمسة أشهر وتركته، وأنا الآن أعيش في حالة من التخبط، فأنا كأي شاب أريد أن تعجب بي البنات، وأن أكون متفوقًا فدخلت في مجالات كثيرة، لكن لم أكمل في أي منها؛ لأني أستصعبها فليس لدي هدف، ولا همة، ولا عزيمة.
صرت أحضر المحاضرات، ولا أفهم شيئًا؛ لأني أريد أن أتخيل كل شيء فتركت الدراسة، أحيانًا أحس أني أريد أن أكون هكذا لألفت انتباه الناس، أو عائلتي، لكني لا أفهم نفسي، حتى صرت أتمنى أن أدخل في غيبوبة، ولا أستيقظ منها، لا أعرف ماذا أفعل؟ مع أنني دعوت كثيرًا جدًا، لكن لم يتغير شيء، ولو لم يكن الانتحار يدخل صاحبه النار لانتحرت.
أفيدوني.