السؤال
السلام عليكم
خرجت إلى تركيا منذ سنتين بسبب الحرب، والآن أنا أستعد لدخول الجامعة، لكن للأسف أيضا فقد أضعت سنتين دون دراسة، والآن عمري 20 سنة.
مشكلتي أنني تائه جدًا ودائما مشوش الذهن، لا أعرف ما أريد، ولا أعرف حياتي إلى أين مآلها؟ أشعر أني فارغ جدًا من الداخل فلا شيء يدفعني إلى الأمام، وهمتي دائمًا ضعيفة، لا أعرف ماذا أفعل ولا أعرف لماذا أدرس، ودائما ما أفكر في وضعي، وفي حزني الذي جنيت به على نفسي وصنعته من تفكيري، حتى بتّ أشعر أنه بتأثير نفسي على نفسي، وصرت أحس بفراغ عقلي وضعف مخيلتي، وقلة إبداعي في أي شيء كان.
الشيء الذي يضايقني كثيرًا هو تحمل أهلي مصاريفي، وأنا أضيع كل هذه النعم، فالآن دراستي للتحضير الجامعي سيئة، وبقي شهر فقط على امتحاني، ولا أعرف ماذا أفعل وأشعر أني مضطر لإضاعة سنة، أو سنين أخرى.
أعرف أن تغير حالي يبدأ من تغيير نفسي، لكني عجزت في ذلك، ودائما ما أضعف أمام أي شيء حتى أصبحت أخاف من التغيير إذ أني أتوقع فشلي.
شاهدت الكثير من المحاضرات، ودائما أرى نفسي ألجأ لها لأخفف يأسي ولأرضى بما أنا به.
لدي مشكلة لا أدري إذا كانت لها علاقة بما أنا به، وهي شدة تعلقي بالأشخاص والأشياء، فأصبحت لا أرتاح مع أي شخص سوى صديقي الذي أحبه أو غيره ممن أود لهم هذا الشعور، لكن سرعان ما أكتشف أنه ما من أحد باقٍ، والكل يريد اللحاق بعمله، أو مصلحته التي تهمه.
أنا الآن أشعر بوحدة مطلقة، فلا أصدقائي بجانبي، ولا أهلي بقربي.
من شدة تفكيري في هذا الأمر وإحساسي بالوحدة لجأت لمحادثة فتاة حتى أملأ فراغي الداخلي لكن -ولله الحمد- أدركت سوء هذا الأمر، وأنها لن تكون الدواء الشافي لمعاناتي هذه فابتعدت عنها.
أتمنى وأرجو الله، ثم أرجوكم أن ترشدوني إلى طريق أتبعه، وأجد حلا لضعف نفسي، وقلة حيلتي، وهوان قراري، فقد مللت من نفسي، وصرت أشعر بفشلي وانحطاط عزيمتي وكسلي المفجع الذي لم يثمر عليّ سوى الفشل.
شكرا على مجهودكم، جعله الله في ميزان حسناتكم.