الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من آثار الأدوية النفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستعمل انكسيول (برومازبام) 6 ملغ، آخذ ربع حبة ليلا لمدة 10 أيام، وبعد انتهاء مدة العلاج ظهرت علي بعض الأعراض (الدوخة, الصداع, تشوش في الرؤية).

السؤال: كيف يمكن التخلص من هذه الأعراض؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abderrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكل عامٍ وأنتم بخير.

أنت أوضحت أنك قد تناولت الـ (برومازبام Bromazepam) بجرعة واحد ونصف مليجراما لمدة عشرة أيام، وبعد التوقف منه حدثت لك أعراض الدوخة والصداع والتشويش، وهذه معروفة، ونسميها بالأعراض الانسحابية للـ (لكسوتنيل Lexotanil) أو البرومازبام كما يُعرف علميًا.

هذا أحد الأدوية القوية جدًّا، وهو ينتمي لمجموعة تُسمى الـ (بنزوديازيبينات (benzodiazepines) وهي أدوية ممتازة لعلاج القلق والتوتر والمخاوف وتحسين النوم، لكن يجب أن تُستعمل بحذر ولمدة قصيرة، حيث إن هذه الأدوية إدمانية في نفس الوقت.

فيا أخي الكريم: الذي حدث لك هو نوع من الآثار الانسحابية لهذا الدواء، وربما يُضاف إليها أيضًا الأعراض التي من أجلها أصلاً أنت تناولتَ هذا الدواء، فإن كنت قد تناولته للقلق فقطعًا بعد التوقف منه زاد قلقك وتوترك، وإن كنت تناولته من أجل تحسين النوم؛ قطعًا هذا العرض سوف يرجع مرة أخرى بعد أن تم التوقف من الدواء، نحن هنا أمام إشكالية السحب المفاجئ للدواء، وأمام إشكالية أعراضك النفسية الأصلية التي من أجلها أخذتَ الدواء.

وكنتُ أتمنى أن أعرف تشخيص حالتك لماذا تناولت هذا الدواء أصلاً؟ هل هو بنصحٍ من الطبيب؟ أو أنك تناولته لأنك سمعت عنه كذا وكذا، وأنه يُحسِّن النوم ويزيل القلق؟

عمومًا أطمئنك أن الأعراض الانسحابية –وهي الدوخة والصداع والتشويش– أعراض وقتية، سوف تتخلص منها إن شاء الله في خلال أسبوع إلى عشرة أيام، المهم هو ألا ترجع لتناول البرومازبام، لا تتناوله –أيها الأخ الفاضل– أبدًا، وإن كانت لديك أي علة نفسية أو أي شكوى نفسية أخرى –كالقلق وكالتوتر وكالمخاوف وكالوساوس وكاضطراب النوم– هذه يمكن أن تُعالج وتُعالج بصورة ممتازة جدًّا، ومن خلال أدوية أخرى، أدوية غير تعودية وغير إدمانية.

كما أن التوجيهات والترتيبات السلوكية البسيطة –مثل التعبير عن الذات، وممارسة الرياضة، والتفاعل الاجتماعي، والحرص على أمور الدين والعبادات، وأن يكون الإنسان فاعلاً– هذه نفسها علاجات تُعالج معظم الحالات النفسية التي يشتكي منها الناس.

خلاصة الأمر: هذه الأعراض أعراض انسحابية، وربما يُضاف إليها أعراض علَّتك الأولى الأصلية، وإن شاء الله تعالى سوف تختفي الأعراض بعد أسبوع إلى عشرة أيام، وأنصحك –أخي الكريم– أن تقابل الطبيب النفسي ليتم تشخيص حالتك الأولى، الحالة التي من أجلها تناولت هذا الدواء، ومن ثم يتم إعطاءك أحد الأدوية السليمة والفاعلة، والتي لا تُسبب الإدمان، والعلاج الدوائي له مراحله، له جُرعاته، وله فنّياته الخاصة والتي يعرفها الأطباء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً