الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علاج لكي أتخلص من الشك بزوجتي المخلصة؟!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 29 سنة، وأعمل معلمًا، ومتزوج منذ سنتين، وزوجتي عمرها 21 سنة، ولدي طفلة عمرها 10 أشهر.

مشكلتي: أني كثير الشكوك والظنون بزوجتي، رغم معرفتي أنها طيبة ومخلصة لي، ولكني دائمًا أبحث وأفتش وأوجِّه لها أسئلة مفخخة، وإن لم أجد أي إجابة لأسئلتي أبحث في ماضيها، ودائمًا ينتهي الأمر بخيبة ظنوني، وأعاتب نفسي، وأعتذر لها، ولكن دون جدوى، وعندما أكون قريبًا منها تخف هذه الشكوك، وعندما أبتعد عنها - بحكم عملي - تزيد تلك الظنون، وأعلم أنه ليس لي حق فيما أفعله، وإن كانت لها زلات، فلا يوجد شخص كامل، ولكن أصبح الموضوع شبه قهري.

وبدأت زوجتي تنفر مني بشكل عجيب، طبعًا هي لا تعلم ما السبب وراء ذلك، وكنا قد ذهبنا إلى راقٍ شرعي وقال: بأنه توجد علينا أعراض سحر يسمى بسحر التفريق، وبدأت الشكوك تزيد أكثر، ونوبات عجيبة من الشك، ولا أرتاح إلَّا بالبحث.

هل يوجد دواء يخفف من هذه الشكوك ونفور زوجتي مني خاصة في هذه الفترة؟ حتى وإن كان علاجًا طبيًا أو نفسيًا أو بالرقية الشرعية؛ فإني أخشى أن يزيد نفورها أكثر، وأخشى أن يؤثر ذلك على عملي وعلاقتي بالناس أيضًا، خاصة أني بدأت أعاني من الكآبة والحزن، رغم أني في الأصل صاحب ابتسامة وكلمة طيبة مع طلابي وزملائي في العمل.

أفيدوني بنصحكم جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن ما تعاني منه يسمى بالشكّ المرضي، وإن كان في الغالب يشتكي منه من هو محل للشك، يعني ينبغي أن يكون هذا من الزوجة عادة، ومن النادر أن يشتكي منه المصاب نفسه وهو الزوج.

ومن الواضح أن هناك احتمالًا كبيرًا أنك تعاني من أعراض الشك المرضي بزوجتك العفيفة -حفظها الله-، وهذا الشك قد يصل أحيانًا لحدّ المرض النفسي، حيث تأتيك أفكار شبه قهرية بأن هناك ما يجري من وراء ظهرك، ولذلك فأنت تقوم بالتحري والتقصي والسؤال والبحث حتى تطمئن، ومن ثم تبدأ من جديد مع وجود الشك، والغالب أن حالك هذا يؤثر عليك وعلى زوجتك والأسرة، ولا شك أن كل هذا يجعلك تشعر بعدم الأمان، ولذلك فأنت تخاف من كل شيء، من المستقبل، ومما يمكن أن يحدث لك أو لأسرتك.

أنصحك بزيارة العيادة النفسية لعلاج هذا الشك المرضي بأحد الأدوية من فصيلة (neuroleptics)، وسيشرح لك الطبيب طبيعة العلاج ومدته وطبيعة تأثير الدواء، وتبقى الخطوة الأصعب، هي كيف تقنع نفسك بضرورة زيارة الطبيب النفسي؟ فأرجو ألَّا تتردد في هذا، وأعتقد أنك بحاجة للحديث الصريح مع زوجتك، فالموضوع أكبر من أن تتدبره بمفردك.

وللاطلاع على المزيد من التفاصيل وطبيعة العلاج يمكن الاطلاع على كتاب "المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك".

وفقكم الله، ويسّر لكم سبيل الخير، والصحة والأمان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً