الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشغلني أفكار وخيالات بعيدة كل البعد عن الواقع، كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم
أشكر القائمين على هذا الموقع، جعله الله في ميزان حسناتهم.

أنا شاب بعمر 22 عاماً، تشغلني أفكار وخيالات بعيدة كل البعد عن الواقع، كأن أتملك شركة ذات صيت أو أن أعتلي المنصب الرفيع، بحيث أصبحت كالهاجس الذي يؤذي نفسيتي كثيراً بالتفكير، ويحملني هموماً كبيرة، لدرجة أني لم أعد راضياً عن أي شيء، لم أعد راضياً عن أصدقائي، وأصبحت أستصغر كثيراً من تصرفاتهم، لم أعد راضياً عن وضع عائلتي، رغم أنها مستقرة من كل النواحي، لم أعد راضياً عن مكانتي، رغم أني حسب ما يظهر لي ذو مكانة طيبة في قلوب أغلب من أعرف.

كذلك لم أعد راضياً عن شيء أبداً، وأصبحت أنظر إلى ما عند الآخرين أكثر مما بين يدي في كل الأمور، أصبحت هذه الأمور كالمتلازمة التي لا أستطيع نزعها من مخيلتي، أصبحت تعيق سير حياتي، وأثرت كثيراً على دراستي ومعدلي! فأنا طالب هندسة، وشخص اجتماعي من الدرجة الأولى.

أرجو من الله ثم منكم الإفادة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مساعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً وسهلاً بك -أخي الكريم- في موقع استشارات إسلام ويب؛ ونسأل الله أن يتولاك بحفظه.

أما الجواب على ما ذكرت فإن الأمر يسير -إن شاء الله تعالى- وعدم الرضا عن واقعك وعمن حولك؛ لعل سبب ذلك الطموح الزائد الذي تريده أن يتحقق سريعاً فيما ذكرت من امتلاك شركة ذات صيت؛ ولعلك لما رأيت أن الأمر لن يتحقق في وقت وجيز انقلب الأمر عندك إلى أنك بدأت بعدم الرضا عمن حولك؛ أو أن ذلك الهاجس الذي تفكر فيه من امتلاك الشركة أنتج لديك شعوراً بأهمية الوقت؛ ورأيت من حولك لا يهتمون بوقتهم؛ ولا يخططون؛ فبدأت تشعر بعدم الرضا عنهم؛ وتولد لديك الاكتئاب!

الذي يمكن أن ننصحك به فيكمن في الآتي:
-عليك بالاهتمام بالمحافظة على الصلاة وكثرة الذكر والاستغفار.
- حاول أن تعرف حدود قدراتك، ولا ينبغي أن تغرق في المثالية إلى درجة أنك تصاب بالإحباط وعدم الرضا.

-ما تطمح إليه عليك بحسن التخطيط له، وبذل الأسباب ثم تتوكل على الله في حصول مقصدك؛ وأكثر من قول: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، فإن من قالها سبعاً حين يصبح وحين يمسي كفاه الله هم الدنيا والآخرة، كما ثبت ذلك عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .

فوض الأمر فيما يكون في مستقبلك إلى الله، فالله أعلم بما يصلح حالك، وحاول -أخي الكريم- أن تتقبل من حولك من الناس، فإن من لم ترض عن بعض تصرفاته سترضيك عنه تصرفات أخرى حسنة؛ فلا يوجد أحد من الخلق مكتمل فيه الصفات والأخلاق.

- لا تنظر لما في أيدي الناس مما حققوه من إنجازات، أو حصلوا عليه من مال، فإن ذلك لم يحصل لهم إلا بسبب جهدهم وحسن تخطيطهم بعد عون الله؛ وإذا سلكت نفس الأمر ستحصل على نفس النتائج بإذن الله تعالى.

أخي الكريم، إن صاحب الطموح الكبير الذي يحب أن يكون له مستقبل مشرق لا ينبغي أن يقصر في مهامه الضرورية التي هو بصددها، ومنها الدراسة والتفوق فيها؛ فالبداية دليل على النهاية؛ فإن كنت مهتماً بدارستك فإن مستقبلك سيكون حسناً، بإذن الله تعالى.

حاول أن ترقي نفسك بالرقية الشرعية؛ فإنه يخشى أن يكون لديك أثر من عين حاسد؛ وأبشر بخير.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً