السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة نشأت على فكرة: يجب أن اجتهد في الدراسة لأحصل على أعلى النقط وأصل لأعلى المراتب وأحصل على وظيفة مرموقة في المستقبل، وبالفعل كان ما كان وتحقق كل ماسعيت إليه -بفضل الله- وكنت ولا زلت أرى الفخر في أعين والديّ وخاصة والدي.
إلى جانب هذا ومنذ أن بلغت سن الرشد بدأت تأتيني طلبات الزواج وكانت مرفوضة تماما بحجة تعليمي وأنني لازلت صغيرة، وحين أتممت دراساتي العليا وتوظفت، انكبت العروض ووجدت نفسي أرفض كل متقدم لا لشخصه ولكن خوفا مني أن أسيء الاختيار.
أصلي وأدعو الله إذا كان فيه الخير أن أحس بقبول أو شيء من هذا القبيل، ومع ذلك يبقى شعور الخوف ملازما لي اتجاه أي خاطب حتى ظن أهلي أنني لست طبيعية، وبالموازاة مع ذلك فطرتي تقودني نحو تكوين بيت وأسرة وخاصة أن أكون أما، وأرغب في ذلك بشدة وما ينفك أحد يطرق بابنا فأرفضه.
وأعزز قراري بيقيني أن من فيه خير لي سيشرح له الله صدري. مرت 3 سنوات على عملي والحمد لله وبفضل الله علي استطعت أن أسلك طريق الالتزام شيئا فشيئا، وابتدأت بدراسة العلوم الشرعية هذا العام، وهذا كله من فضل الله علي، وتغيرت كثير من المفاهيم في عقلي منها "عمل المرأة" الذي تغيرت نظرتي إليه جزئيا لا كليا.
حاليا فاتحني زميل لي في موضوع الزواج وهو ظاهريا رجل ملتزم تقي كريم ومسؤول، واستخرت الله وأحسست بشيء من القبول اتجاهه، لكنه ضد عمل المرأة بسبب جزمه عدم إمكانية التوفيق بين المسؤوليات كزوجة وكأم وبين العمل ل 8 ساعات في اليوم خارج البيت، وأنا أتفق معه مبدئيا، ولكن استصعبت قرار التخلي على العمل الذي طالما حلمت به، والأكثر من ذلك والداي لن يتقبلوا الأمر وأخشى أن يتسبب قراري "وإن عزمت عليه" في حزنهم، خصوصا أنه متقدم لي في الوقت الحالي رجلين آخرين لا يرفضون عملي ولكنني لا أحس بقبول اتجاههم.
هل أعتمد على إحساسي بالقبول اتجاهه وأتزوجه وأتوكل على الله وأترك العمل رغما عن والديّ أم أرفضه؟