الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يعاني من عصبية لا إرادية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من فضلكم، أنا عندي ولد عمره 13 عاماً، الولد يعاني من عصبية لا إرادية، سواء كان الأمر يستعدي أو لا، من الممكن أن يتعصب ولا يشعر بنفسه ويكسر أي شيء، هو لم يكن هكذا، ولا يحب أن يجلس في البيت، رغم توفر كل شيء له، كان يصلي والآن ترك الصلاة! تكلمت معه كثيراً وسألته: لماذا تفعل هذا؟ والأمر الآخر عندما أقرأ عليه الرقية الشرعية أسأله بما يشعر، يقول لي أنه يشعر وكأن شيئا يخرج منه ولا يعرف ما هو.

السؤال هنا: هل ابني معمول له شيء أم محسود أم نتيجة العصبية هي ما توصله لما هو عليه؟ وما علي فعله؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لابنك العافية والشفاء.

أيتها الفاضلة الكريمة: الأطفال في سِنِّ اليفاعة -خاصة الذكور- قد تحدث لهم تغيّرات كثيرة، متغيرات جسدية ونفسية وهرمونية وفسيولوجية، والاندفاعية وشدة الانفعال والعصبية هي أحد السمات التي نُشاهدها لدى بعض اليافعين.

قد يكون هذا تطور مرحلي طبيعي في حياة هذا الابن وسوف يختفي -إن شاء الله تعالى-، وقد يكون له مسببات أخرى، مثلاً: هذا الابن قد يكون تضايق في المدرسة مثلاً، لا أريد أن أخيفك وأقول لك أنه قد تعرَّض لشيء من التنمُّر، أو ربما يكون أيضًا يريد أن يشدّ انتباهكم، ويريد الكثير من الاهتمام منكم، وأن تحققوا له رغباته وزيادة. هذا أيضًا يرد على بعض اليافعين والصبية.

أنا أعتقد أنه يجب أن تبذلوا جُهدًا أكبر لمحاورته والجلوس معه وتشجيعه، وتعزيز السلوكيات الإيجابية عنده، وتحمُّل بعض سلوكياته السلبية، وتوجيهه وتوبيخه في السلوكيات الخاطئة، لكن يكون التركيز على تعزيز السلوكيات الإيجابية، ويجب أن نصرف طاقاته نحو ما هو أفضل، مثلاً: نعلّمه كيف يهتمّ بخزانة ملابسه، يتعلّم حتى أن يُجهّز مثلاً فراشه في الصباح، أن يُحضّر كتبه قبل وقت النوم، أن يُشارك في القرارات الأسرية، أن تعطوه بعض المهام، هذا مهمٌّ جدًّا، وكل ذلك فيه فائدة كثيرة له.

الصلاة طبعًا يجب أن نشجعه عليها، يُصلي مثلاً مع والده، يُصلي معك، إذا كان هنالك إمكانية في أن يذهب إلى المسجد، وهكذا... إذًا نحاول أن نمتصّ غضبه من خلال تشجيعه، وإشعاره بأنه عضو فعّال جدًّا في الأسرة.

طبعًا أنا غير مطلع على وضع هذا الابن -حفظه الله- هل لديك أولاد وبنات آخرين؟ هل هو يغير من بعضهم -إن وُجدوا-؟ ... هذا كله أيضًا يحدث في بعض الأسر ويكون أمرًا مرحليًّا.

طبعًا موضوع الحسد والعين: هذا نحن نؤمن به، ولا شك في ذلك، لكن لا أريد أن يكون هذا الاعتقاد أو الإيمان بهذا الشيء لدرجة غير معقولة ولا مقبولة، كل الذي يجب أن يتم هو أن نسأل الله تعالى أن يحفظ أولادنا، وأن يصرف عنهم هذه الشرور، وليس أكثر من ذلك، وأن يتم قراءة الرقية الشرعية البسيطة عليه، دون أن نشعره أنه وقع تحت طائلة السحر أو غيره؛ لأن هذا سوف يُعقّد الأمر جدًّا. أنا أراها مرحلة تطوّرية في حياته، وأراها مرحلية، والقراءة على أولادنا مهمّة، الرقية الشرعية أمر طيب، لكن يجب ألَّا نُسرف في تفسيرنا لهذه الغيبيات، هذا مهمٌّ جدًّا.

أسأل الله أن يحفظه، ولا أعتقد أن هنالك حاجة لعلاج دوائي في هذه المرحلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً