الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الناس تستغل طيبتي لتحقق حاجاتها، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 20 سنة، عندي مشاكل في حياتي، وأتمنى أن تنصحوني وترشدوني إلى الطريق الصحيح.

أشعر بأن طيبتي الزائدة تضرني، حيث يستغل بعض الناس هذه الصفة، ويستغلونني لحاجاتهم، ويتركونني عندما يحققون ما يريدون، لا أستطيع أن أكون قاسية مع الناس، ولكني لا أريد أن أكون في هذه المواقف مرة أخرى.

لا أحد يقدرني، وأشعر أن كل شخص يستغلني ويستهزئ بي، لا أعرف كيف أدافع نفسي، وأحبس هذا الشعور في داخلي، وهذا يقهرني، حيث ليس لدي أحد أصارحه بمشاعري.

كنت أحب طيبتي ومساعدتي للآخرين في الماضي، لكن، الآن أدرك أن هذا الأسلوب قد يؤدي إلى استغلالي وإيذائي، هذا هو الشيء الرئيسي الذي أردت مشاركته معكم، وأشعر أن هذا الوضع يؤثر على حياتي وصحتي النفسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك لثقتك بنا في مشاركة مشاعرك ومشكلتك، نحن هنا لنساعدك، ونقدم لك بعض النصائح.

من الواضح أنك شخصية طيبة ومحبة للمساعدة وهذه صفة قيمة وجميلة، وهذه صفة محبوبة لله تعالى، فقد روى الطبراني عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تَطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ ، أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ"، فلا داعي لأن تلومي نفسك على فعل الخير، ولكن يبدو أن الأشخاص الذين يستغلون طيبتك قد أثروا سلبياً على حياتك ونفسيتك.

هنا بعض النصائح التي قد تساعدك في التعامل مع هذا الوضع:
1. تعلمي أن تقولي (لا)، يمكن أن يكون من الصعب قول (لا) عندما نرغب في مساعدة الآخرين، لكن هذا أمر مهم جداً لحمايتك ورفاهيتك، إذا كنت تشعرين أن شخصاً ما يستغلك، فلا تترددي في رفض طلباته، الناس الذين يقدرونك ويحترمونك سوف يتفهمونك.

2. ضعي حدوداً مع الآخرين، تحديد الحدود يعني توضيح ما يمكنك تقديمه للأشخاص الآخرين وما لا يمكنك، هذا سيساعدك على تجنب الشعور بالإرهاق والاستغلال.

3. تحدثي عن مشاعرك وتجاربك مع شخص ثقة يمكن أن يكون مفيداً جداً، هذا يمكن أن يكون صديقا أو عائلة أو مستشاراً نفسياً، إذا لم يكن لديك شخص يمكنك التحدث معه، هناك العديد من خدمات الدعم عبر الإنترنت والهاتف التي يمكنك اللجوء إليها.

4. اتخاذ الوقت للعناية بنفسك بدنياً وعقلياً، يمكن أن يكون طريقة قوية لتعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية، هذا يمكن أن يشمل الأمور مثل تناول طعام صحي، القيام بالرياضة، العمل على هواياتك المفضلة، وتحقيق الراحة الكافية.

5. العمل على تطوير مهاراتك، وتحسين نفسك، يمكن أن يعزز الثقة بالنفس، ويساعدك على التعامل بشكل أفضل مع الأشخاص الذين يحاولون استغلالك، هذا يمكن أن يتضمن تطوير مهارات التواصل، تعلم كيفية التفاوض، وتحسين الثقة بالنفس.

تذكري دائماً أن طيبتك هي صفة قوية وقيمة، ولكنها يجب أن تستخدم بحذر للحفاظ على رفاهيتك، أنت تستحقين الاحترام والرعاية، ونحن واثقون بأنك ستتمكنين من تجنب الأشخاص الذين يحاولون استغلالك في المستقبل.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً