الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد منكم تسليط الضوء على كل ما يتعلق بصفة الكذب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد محاضرة عن الكذب!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حازم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت به، فاعلم -بارك الله فيك-: أن الله حرم الكذب في كتابه في نحو مائتي آية، ولك أن تتخيل موقع الكذب في الشريعة من تلك الآيات التي تبين حرمتها وسوء عاقبة أهلها، ولو لم يكن في الكذب من سوء إلا أنه يهدي إلى الفجور والنار، لكان حريًا بالمسلم أن يبتعد عنه، فقد قال صلى الله عليه وسلم:" إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً".

وهو كذلك مورد صاحبه الهلاك من وجوه:
1- أنه موصل إلى اللعن والطرد من رحمة الله، قال تعالى: (قتل الخراصون) أي لعن الكذابون.
2-أن صاحبه محروم من الهداية، قال الله تعالى:(إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب).
3- الكذب أحد خصال أهل النفاق، كما جاء في صحيح مسلم: " آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"، فكيف لعاقل بعد ذلك أن يسير في ركابه، أو يتهاون فيه؟

لذا ذهب جمع من الفقهاء إلى أن الكذب كبيرة من الكبائر، واحتج من قال بذلك من أهل العلم: بأن الله سبحانه جعله في كتابه من صفات شر البرية، وهم الكفار والمنافقون، فلم يصف به إلا كافرًا أو منافقًا، وجعله علم أهل النار وشعارهم، وجعل الصدق علم أهل الجنة وشعارهم.

الأخ الفاضل: الكذب كذلك ليس درجة واحدة، بل بعضه أعظم من بعض، وكله محرم:
- أشد أنواع الكذب: الكذب على الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، بأن يقول أو يتقول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقل، ففي الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".

-ومنه كذلك الكذب على الناس كي يضحكهم أو يجلب أنظارهم إليه، كمن يدعى شيئاً لم يحدث، أو يحدث الناس أنه رأى في منامه كذا وكذا، وهو يعلم أنه كاذب، هذا وأمثاله قال عنهم النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في البخاري: " من تحلم بحلم لم يره، كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل".

الأخ الكريم: ثلاث مواطن فقط يباح فيها الكذب:
1- عند الحرب
2- وعند إصلاح ذات البين.
3- وعند تحبب الرجل إلى زوجته والعكس، فعن أم كلثوم أنها قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث: تعني: الحرب والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها.

نسأل الله أن يقينا شر ذلك، وأن يصرفه عنا، إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً