الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدهورت حالتي النفسية بسبب شرب الدخان، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب جامعي بعمر 21 سنة، بدأت التدخين منذ سنة تقريباً، وكنت أشرب الأنواع الموجودة في محافظتي، ولم أكن أستقر على نوع واحد، وهناك أنواع مستوردة بالتهريب عن طريق البحر، فمحافظتي ساحلية، وكان مكتوبًا عليها بلد الصنع الدنمارك، أو المملكة المتحدة أو كوريا أو اليونان أو أمريكا.

كنت أظن أنها أنواع جيدة وعالمية، وأفضل من الأنواع المحلية، وكان سعرها قريباً من الأنواع المحلية، وكنت أستغرب من ذلك، فمن الطبيعي أن تكون أغلى.

منذ يومين قرأت مقالاً في جريدة أن هذه الأنواع مغشوشة، وخبيثة، وهي صينية مقلدة أو مجهولة المصدر، وتحتوي على مركبات تسبب السرطان، وتتلف الحمض DNA، وتتلف الخلايا، وتسبب الأورام السرطانية.

منذ ذلك الحين انقلبت حياتي رأساً على عقب، وتوقفت نهائياً عن التدخين، وأصبحت خائفاً من أن شربي لهذه الأنواع سبب لي شيئاً خبيثاً، وربما أصبت بسرطان، وتدهورت حالتي النفسية كثيراً، وألوم نفسي كثيراً، ولا أعلم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أخي الفاضل - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم - أخي الفاضل - ممَّا هو مؤكد قطعًا أن التدخين أحد الأسباب الرئيسية للسرطان، سواء كان صناعة وطنية أو مغشوشة أو أجنبية، فكلُّ أنواع تدخين التبغ بأنواعه المختلفة مؤكدٌ أنه سببٌ رئيسي لأنواع مختلفة من السرطانات، سواء سرطان الشفتين، أو اللثة، أو اللسان، أو الحنجرة، أو الرئتين، أو القصبة الهوائية، وغيره ... ومعروف أن السرطان إذا بدأ في منطقة فاحتمال كبير أن ينتشر إلى مناطق أخرى في الدماغ، وبغض النظر -كما ذكرت- عن نوع التبغ وجودته.

أحمدُ الله تعالى على أنك توقفت عن التدخين، وإن كان ليس لسبب صحي، وإنما خشيتك من أن يكون مغشوشًا فيه مواد مسبّبة للسرطان، وتُتلف حمض الـ (DNA) كما ذكرتَ وغيرها.

المهم مهما كان علبة السجائر أو التبغ فهي قطعًا مسبّبة للسرطان، وأشجعك وأشدُّ على يدك - أخي الفاضل - بالاستمرار في التوقف عن التدخين، وخاصة أنك في هذا العمر من الشباب (الواحد والعشرين سنة)، وأنك طالبٌ جامعي، هناك مستقبلٌ ينتظرك.

أطمئنك - أخي الفاضل - أنه معروف أن المدخّن إذا توقّف عن التدخين في سِنٍّ مبكّرة فإن جسمه سيرمّم نفسه بنفسه، فكلّ يومٍ بلا دخان ستستعيد عدة أيام من الصحة والعافية، حتى تصل إلى مرحلة من الصحة والنشاط البدني والنفسي، الذي يُمكّنك من متابعة حياتك بهمّة ونجاح.

أدعو الله تعالى أن يحفظك ويُسلّمك من كل مكروه، وأن يُؤيّدك بالعزيمة والصبر للاستمرار في الامتناع عن التدخين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً