الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عصبيتي المفرطة أثرت على دراستي وعلاقتي بأهلي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، عمري 18 سنة. عصبية جدًا، وهذه العصبية لا إرادية، لم أكن هكذا، منذ فترة أصبحت عصبية على أتفه الأسباب، وأثرت بشكل كبير على علاقتي بأهلي وإخوتي، وأنا طالبة في آخر مرحلة دراسية في المدرسة (مرحلة مصيرية)، عندما أرى والدتي تدعي علي بأن لا أوفق في حياتي ودراستي أنهار! ولا أعلم ماذا أفعل؟

بدأت أكره عائلتي، لا أستطيع تحمل التحدث مع عائلتي وأصحابي، أصواتهم أصبحت تزعجني، رغم أنني أصرخ كثيرًا، ولاحظت تصرفي أصبح هكذا عندما بقيت بمفردي في غرفتي لمدة أشهر ولم أخرج منها إلا في وقت الطعام، وأعود لها لكي أدرس، وعند العصبية أصرخ، وأجرح في الكلام، وأكسر بعض أشيائي التي أحبها، وأؤذي نفسي، وبعدها بنصف ساعة أو أقل أندم كثيرًا على فعلتي.

حاولت أن أتوقف عن هذا الفعل، لكن لا أستطيع، ليس بإرادتي! بحثت كثيرًا لكي أعرف لماذا أنا هكذا، وما هو الحل؟! وماذا أفعل؟

أرجوكم ساعدوني، هذه المشكلة تؤثر على دراستي كثيرًا، ماذا أفعل؟ وكيف أصلح علاقتي بأهلي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

العصبية -أو انفعال الغضب- سلوك ناتج أو ينتج عن ردة فعلٍ مُعيّنة، يشعر فيها الفرد بالظلم، أو القهر، أو عدم الاهتمام، أو الانتقاص، أو النقد، أو التجريح المعنوي، وليس عيبًا أن يغضب الإنسان، ولكن العيب هو أن يُؤذي الفرد نفسه أو يُؤذي الآخرين بغضبه إذا لم يتصرف التصرُّف اللائق، وقد تكون العصبية صفة ملازمة للفرد في معظم مواقفه الحياتية.

وضبط الغضب وإدارته تحتاج منك لتدريب، فالعلم بالتعلُّم والحلم بالتحلّم، فأولًا قبل أن تتفاقم المشكلة لا بد من مراعاة شعور الوالدة، وعدم فعل الأفعال التي تجعلها تدعو عليكِ، فهذا أمرٌ خطير؛ لأن رضا الله سبحانه وتعالى في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما، فلا تستهيني بغضب الوالدة مهما كلّفك الأمر.

ثانيًا: ضعي هذه الكلمات نصب عينيك، وهي: (قف، فكّر، افعل)، والمقصود بها عندما تسمعين أي كلام، أو تشاهدين أي موقف من المواقف الحياتية؛ قبل أن تردي اسألي نفسك هذا السؤال: هل هذا الكلام، أو هل هذا الموقف، أو هذا المشهد أغضبني؟ إذا كانت الإجابة نعم قولي: (قف)، أي عدم الرد أو التعليق في تلك اللحظة، حتى تمر الشحنة العصبية أو الشحنة الغضبية بسلام.

ثم فكّري في الخيارات المتاحة بالنسبة لردة الفعل المناسبة، واختاري أنسبها ملاءمة وأقلّ خسارة، ولا تستعجلي في الحكم على الأمور حتى تتأكدي من جمع المعلومات الكافية، وحسّني الظنّ دائمًا حتى يثبت العكس، واستعيذي بالله دائمًا من الشيطان الرجيم، وغيّري موضعك في حالة الغضب، إذا كنت واقفة فاجلسي، وإذا كنت جالسة فاضطجعي أو اخرجي، وتناولي كأس ماء، أو تنفّسي تنفُّسًا عميقًا، فهذه كلها من الوسائل التي تساعدك في تمرير شحنة الغضب بسلام.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً