الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي عمرها أربع سنوات وتريد الزواج والإنجاب!!

السؤال

عندي ابنتان، الكبيرة ٤ سنوات، والصغيرة سنتان ونصف، ابنتي الكبرى تتحدث مع والدتها عن أنها تريد الزواج، وترغب في الإنجاب، وأنها تريد الابتعاد عنا، هي لم تذهب للمدرسة بعد، هي تذهب فقط للحضانة هي وأختها، أريد أن أعرف ما الذي يدفعها أن تفكر هكذا؟ وكيف أتعامل معها كي أذهب بتلك الأفكار عن رأسها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أستاذنا الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي متابعتكم الجميلة لهذه الطفلة الصغيرة، التي نسأل الله أن يُنبتها نباتًا حسنًا، وأن يُلهمها السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

أرجو ألَّا تنزعجوا ممَّا يحدث، فهذا مجرد نقل لما تُشاهده ولما تسمعه ولما يدور بينها وبين زميلاتها في الحضانة، وربما بالأفكار؛ ولذلك أوّل خطوات علاج مثل هذه الأشياء هي التغافل عنها، وعدم التركيز عليها، وطرح أفكار إيجابية: حفظ القرآن، مواصلة الدراسة، نسمِّيها (الدكتورة)، نبدأ نفتح لها آفاقًا جديدة لمستقبل ناجح مستقر؛ لأن الاهتمام بالأفكار أو الانزعاج منها أو الحديث عنها؛ كلُّ ذلك يُرسّخ هذه الفكرة من أجل أن تلفت النظر، ومن أجل أن تكون مسارًا للحديث، لكنّ التغافل عن مثل هذه الأشياء يُميتُها.

ثانيًا: ينبغي أن تنتبه والدتها وتنتبهوا أنتم عندما تدور أحاديث حول هذه الموضوعات، وهذا توجيهٌ للمربّين والمربيات، بعض الأحاديث لا يصلح أن نتكلم بها أمام الصغار، حتى ولو كانت أفكارًا صحيحة، لكنّها أكبر من أعمارهم، لكنها أكبر من همومهم، وقد تسمع الصغيرة أن فلانة كانت تقعد في بيت أهلها، لكنها تزوجت وخرجت وانفصلت عن حياة أهلها وسعدت، تسمع مثل هذه الأشياء فتثبت في ذهنها، والأطفال أذكياء، والطفل لا يستأذننا عندما يتلقى الخبرات أو يتلقى المعارف والأفكار، بل يلتقط التقاطًا آليًا، يأخذ كل ما يسمع.

وقد يكون هذا أيضًا من خلال مشاهداتها في مواقع التواصل، إذًا ينبغي أن نعرف ماذا تُشاهد، أفكار مَن تجلس معهنَّ من الصغيرات، ماذا يدور في مجالس الكِبار سواء كانوا في البيت أو الخالات لمَّا يجتمعنَ، أو مجموعة النساء، أو حتى معلِّمات الحضانة ماذا يدور بينهم من حديث وهؤلاء الأطفال حولهم.

عمومًا: لا نريد الانزعاج، ولا تعطوا الموضوع أكبر من حجمه، ولكن عندما تذكر هذه الأشياء لا تضحكوا، لا تهتمُّوا، لا تقفوا عندها، وإنما بعدها حاولوا عرض أفكارٍ إيجابية، تتكلّم عن مستقبل الحياة، وعن جمال الحياة وكمالها، وأنها فتاة ناجحة، تُصلي، وتحفظ قرآن، وتُطيع والديها، وتُصبح بعد ذلك طبيبة، معلّمة، داعية.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح لنا ولكم النيّة والذريّة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً