الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عصبية زوجي تدفعني لطلب الطلاق، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوجة منذ 12 سنة، وعندي طفلان، زوجي عصبي جدًا، ويشتمني بأقسى وأقذر الكلمات عند الغضب، ويضربني أحيانًا، يصفعني تارة، أو يرمي علي أي شيء أمام الأطفال، وتكرر الأمر كثيرًا، لا أستطيع التنبؤ بغضبه، فأبسط كلمة أو فعل يثير غضبه، ويهينني أمام الناس.

أنا لا أملك أي شهادة، وأهلي فقراء، أفكر أحيانًا بالطلاق، وخائفة من عدم القدرة على توفير مستوى جيد لأولادي، فيلومونني بعدها، أفيدوني.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nawel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أختي الفاضلة: نتفهم كثيرًا المعاناة التي تمرين بها، ونسأل الله أن يرزقك الصبر ويأجرك على ذلك، فالحياة بقية العمر مع شخص غير متفهم من أصعب الأمور والابتلاءات، لذلك سنقدم لك بعض النصائح، والتي نسأل الله أن ينفعك بها وتكون سببًا لتحسين وضعك:

أولًا: كل زوج هناك أسباب تدفعه للغضب، إما حالة التوتر والقلق في العمل، أو منازعات مع الآخرين وهكذا، لذلك عليك أن تتفهمي هذا الأمر جيدًا، ولا تبادري إلى التصادم معه، أو طلب شيء، أو فتح حديث يزيده قلقًا وتوترًا عندما تشعرين ببوادر هذا الغضب، فالتصادم معه يزيد غضبه، ويجعله يبادر إلى كل شيء سيء، والأفضل الصمت حتى يهدأ وتلبية طلبه بكل هدوء.

ثانيًا: مهما بلغت قسوة الزوج يبقى بحاجة إلى من يسمع له، وأيضًا بحاجة إلى عاطفة الأنثى، فانتهزي الأوقات التي يكون فيها هادئًا، وأظهري له من الحنان والعاطفة بحسن الخدمة والتزين وإرضائه قدر المستطاع.

ثالثًا: الاستماع والحوار معه له طريقة خاصة، فلا تفاتحيه عند الغضب بأي شيء يكدر نفسه، وعند الفرح لا تنغصي عليه هدوءه، وعند حديثه معك استمعي باهتمام، وأكثري من تأييد رأيه إذا كان صوابًا، وإن كان فيه خطأ أكثري من عبارة: (صحيح ولكن ما رأيك في كذا...).

رابعًا: من خلال عشرتك له لا بد من أن يكون هناك أشياء تفرحه وتشعره بالبهجة والسرور، ابحثي عنها وتعمدي اصطناع ما يدخله في فرح أو بهجة، وأيضًا العكس، فأنت تعرفين ما يُعكّر مزاجه ويتسبب في غضبة فتجنبيه، واحرصي على تعليم الأولاد أيضًا أن يتجنبوا ذلك.

خامسًا: إذا كان الأطفال صغارًا فلا بد من أن تشرحي لهم ما يحدث بطريقة يتفهمون فيها غضب أبيهم، ولا تثيري حقدهم أو غضبهم على الأب، فهذا له تأثير سلبي على صحتهم النفسية، وينمي الحقد على الأب والعائلة، ولكن شرح أسباب هذا الغضب بطريقة يبقى فيها الحب والتقدير للأب مهما كان، كأن تقولي لهم: إن أباكم مرهق بسبب العمل، أو غضب أبيكم بسبب مشاكل وستذهب... إلخ.

أخيرًا: عليك أن تبحثي عن شخص تثقين فيه من عائلتك أو عائلته ليقدم له النصح، بشرط أن لا يكون هذا الأمر يزيد من غضبه أو ينقلب عليك أيضًا، ثم اجتهدي في إصلاح نفسك، وعدم العيش طوال الوقت في توتر، فهذا له تأثير سلبي في صحتك النفسية، حاولي أن تنشغلي بأي شيء مفيد، كحفظ القرآن، وطلب العلم، وتعلم مهارات تفيد في نسيانك لهذا التوتر الدائم.

وننصحك بالصبر والدعاء الدائم أن يذهب الله عنك هذا البلاء، وأن يصلح زوجك ويصلح حالك، اجتهدي بالدعاء والاستعانة بالله تعالى، والصدقة والاستغفار، حتى يرفع الله هذا البلاء وتذكري حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه).

نسأل الله أن يعينك على الخير، ويذهب عنك السوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً