الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعد مزاحي بهيئة أو لباس زميلي استهزاءً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كان أحد الشباب في المدرسة يرتدي لباسًا يغطي به شعره كالحجاب، يعني يستر شعره وأذنه، فقلت له إنك تشبه الشغالة (الخادمة)، بالرغم من أن وجهه إذا أظهر شعره وأذنه لا يشبه الخادمة، فهل يعتبر فعلي هذا استهزاء؟

أنا أعاني من وساوس كفر، وأريد حلًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

لا شك -أخي- أن المسلم مأمور بالقول الحسن: (وقولوا للناس حسنًا)، وما فعلته مع صديقك هو مخالف لذلك، وفيه إغضاب له، وإن كان القصد منه المزاح إلا أنه لا يجوز.

وهذا لا يعني أنه استهزاء أو اسخفاف بخلق الله -عياذًا بالله- من ذلك، غاية الأمر أنه معصية تزول باسترضائه مع الاستغفار، والعمل على عدم تكرار ما وقعت فيه مجددًا.

أما مسألة الوساوس -أخي الكريم- فدعنا نتحدث معك فيها عبر نقاط محددة:

أولًا: نحن -والحمد لله- أتباع دين معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد حاول المستشرقون والمستغربون على السواء البحث عن خطأ واحد فيه؛ فما وجدوا إلى ذلك سبيلًا، بل وبعضهم أسلم وصار من الدعاة الكبار. اقرأ عن ميشو - بللر: وهو فرنسي تخصص في تاريخ المغرب الأقصى واجتماعياته، وقاده ذلك إلى الإسلام، اقرأ عن جوهن لويس بوركهارت (1784 - 1817): وهو سويسري بريطاني، درس الكيمياء والطب والفلك، ثم أتقن اللغة العربية، وقاده ذلك -وهو العالم الكبير في فنه-، إلى أن يعتنق الإسلام عام 1809، وتسمى باسم: إبراهيم بن عبد الله، وله كتاب: الرحلات النوبية.

اقرأ عن فريتس كرنكوف (1872 - 1953): وهو ألماني، وقد درس عدة لغات، من بينها العربية والفارسية والأردية، وعندما قارن بين الجميع اعتنق الإسلام، وأسمى نفسه: محمد سالم الكرنكوي، بل وحقق كثيرًا من أمهات التراث بتكليف من دائرة المعارف العثمانية، وانتُخِب عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق.

هؤلاء -أخي- وغيرهم آلاف درسوا العلوم الكونية والدينية ووصلوا إلى القناعة بأن الدين الإسلامي هو الدين الحق.

ثانيًا: إننا ننصحك -أخي- في التعامل مع الوسواس أن تقوم بما يلي:

1- لا تضخم الصغير، ولا تسترسل معه: فالوسواس حقير، ولكن نحن من نضخم شأنه، ولأنك -أخي- لم تفهمه ولم تفهم طبيعته أوهمك بالكفر، وهذا كذب، فأنت مسلم مؤمن موحد، لكن الشيطان يتلون كلما سايره الإنسان، لذا عليك احتقاره وترك الاسترسال معه، وشغل أوقاتك بالمفيد دائمًا.

2- طبيعة الوسواس -أخي- الانتشار في بيئة التفكير السلبي، وهو يعتمد في ضحيته على أمرين:
- إيهامه بالضعف والخوف والعجز عن مقاومته.
- إضعاف ثقته بنفسه ودينه وربه، بل وعالمه وكل محيط به.

فإذا فهمت ذلك فعليك بإفشاله من الباب الذي يريد الدخول عليك منه.

3- ننصحك كذلك بقراءة كتاب مبسط في العقيدة، وننصحك بكتاب 200 سؤالًا وجوابًا حول العقيدة (كبداية لك)، كما ننصحك بسماع بعض الشروحات هنا على موقعنا إسلام ويب.

4- الصحبة الصالحة معين لك على الطاعة، ومثبت لك على طريق الاستقامة.

5- كثرة الدعاء لله -عز وجل-، والاستعاذة به من شر هذه الوساوس، فما خاب عبد احتمى بالله قط، ولا ندم عبد لجأ إلى الله -عز وجل-.

وأخيرًا: كل ما يقذفه الشيطان في عقلك من الشبهات لا تحاسب عليه فاطمئن، بل أنت مأجور عليه، ما دمت منكرًا له، ومقاومًا إياه، نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك وأن يثبتك على الحق المبين.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً