الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقصر في حق ربي وتدمع عيني عند المواعظ.. أرشدوني

السؤال

أنا بعيد عن الله، وأدعوه دائماً أن يهديني، وعندما أدخل المسجد لأصلي الجمعة أجد عيني تدمع وحدها، ويحصل هذا أيضاً عندما أسمع القرآن، أو أسمع شيئاً عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فما السبب الذي يجعل عيني تدمع، مع أني لست قريباً من ربنا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أخي العزيز: اعلم أن الله قد يَمُنّ على من يشاء من عباده برقة القلب، وسرعة التأثر، وغزارة الدمع، وكل ذلك فضل من الله تعالى، فقد روى الحافظ ابن حجر بسند صحيح، أنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (أعوذُ بِكَ منْ عَينٍ لا تَدْمَعُ، ونفْسٍ لا تَشبَعُ، وقَلبٍ لا يَخْشَعُ)، فالسعيد من اغتنم هذا الفضل في رقة قلبه وغزارة دمعه، فجعله طريقاً للمغفرة والتوبة، وحسن التأثر بكتاب الله، والبكاء من خشية الله في الخلوات، وعند الدعاء والذكر، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله -يوم القيامة- منهم: (ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) متفق عليه.

أخي العزيز: إذا تفضّل الله عليك بهذه النعمة فبادر إلى شكرها، ومن الشكر أن تُحسن علاقتك بالله تعالى، وتجتهد في التوبة النصوح، والعودة الى الله تعالى، فتُحقق شروط التوبة، من الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم الرجوع إليه، وتبدأ صفحة جديدة من الخير والعمل الصالح، والاستقامة على أمر الله تعالى.

أخي العزيز: شيءٌ حسنٌ أن تدعو الله تعالى أن يهديك، وحتى يتقبل الله تعالى الدعاء ويستجيب لك، لابد مع هذا الدعاء من بذل الوسع والاجتهاد في فعل الخير، والحرص على الطاعات، والإكثار من الصالحات، والمحافظة على الفرائض، وتجنب الذنوب والآثام، يقول تعالى: (وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب أجيب دَعوة الداع إذا دَعان فليستجيبوا لي وَليؤمنوا بي لعلهم يَرشدون)، فلا بد أن تستجيب لأمر الله تعالى، وتستقيم على نهجه، حتى يجيب الله دعوتك ويغفر زلتك.

نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك للخير ويلهمك الرشد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً