الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجتهد ورغم ذلك أحصل على درجات منخفضة، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم
كنت خلال جميع مراحلي الدراسية قبل الجامعة مجتهدة، كنت لا أفعل شيئاً غير الدراسة، حتى أنني أحياناً كنت أدرس في الإجازة الصيفية، لكن رغم ذلك درجاتي كانت منخفضة، لم أكن أستسلم، وكنت دائماً أبحث عن نصائح وحلول لهذه المشكلة؛ لأني كنت أرغب بشدة في الالتحاق بكلية الطب، لكني للأسف حتى في التوجيهي حصلت على درجات منخفضة، ولم أستطع الالتحاق، وبدأت ألاحظ أنني أقل ذكاءً، وأقل في مستوى الفهم، وأشعر أنني مهما حاولت لن أتفوق في دراستي، كما أنني حاولت تعلم لغة أو أي مهارة ولم أنجح في ذلك، فهل هناك حل لمشكلتي؟

كنت أفكر في ترك الدراسة، لكن الأمر صعب بالنسبة لي.

أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سدرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الواضح أنك مجتهدة، وتمتلكين الإصرار والعزيمة، وهذه صفات قيمة جدًا، من المهم أن نفهم أن التفوق الدراسي لا يعتمد فقط على الجهد، بل يتأثر أيضًا بطرق الدراسة، الظروف الشخصية، وأحيانًا الصحة النفسية والجسدية.

من الناحية النفسية، قد يكون هناك عوامل مثل الضغط النفسي، التوتر، أو طرق التعلم التي لا تتناسب معك تؤثر على أدائك، التقييم النفسي يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كانت هناك مشاكل تعلم معينة أو عوامل نفسية تحتاج إلى معالجة.

من المهم أيضًا النظر في الطرق التي تستخدمينها في الدراسة؛ ربما تحتاجين إلى تغيير أسلوبك في الدراسة أو تجربة طرق جديدة تناسب طريقتك في التعلم.

لا ينبغي أن تستسلمي، وأن تقعي في الإحباط، فيكفي شرف محاولتك التفوق والاهتمام بالعلم الذي يخدم الأمة؛ لذلك ركزي على نيتك في طلب العلم، ووجهيها نحو الإخلاص، وابتغاء ما عند الله -عز وجل- وأنت مأجورة على كل هذا السعي والتعب؛ حيث إن الإسلام يعتبر السعي نحو العلم والتعلم من الأمور المحمودة والمشجع عليها.

يقول الله تعالى في القرآن: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ" (الزمر: 9). وفي الحديث: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة" (رواه مسلم). هذه النصوص تشير إلى أهمية العلم والتعلم في الإسلام، وتشجع على الاستمرار والتوكل على الله. ويقول صلى الله عليه وسلم: "...وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بخط وافر" رواه أحمد وابن حبان عن أبي الدرداء رضي الله عنه.

وإليك بعض النصائح المركزة:

1. قيمي طرق دراستك، ربما تحتاجين إلى استشارة مختص تعليمي يمكنه مساعدتك في تحديد أسلوب التعلم الذي يناسبك وتطوير خطة دراسية فعّالة.
2. التوازن النفسي والجسدي يمكن أن يحسن من قدرتك على التركيز والاستيعاب.
3. التواصل مع المرشدين التعليميين، الأساتذة، أو مجموعات الدراسة يمكن أن يوفر لك المساعدة والتوجيه.
4. النية مهمة جدًا، كما ذكرنا سابقاً، والسعي للعلم بنية صالحة يجلب البركة والتوفيق.

بارك الله فيك، وأسأل الله أن ييسر لك طريق العلم والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً