الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فسخت الخطبة لسماعي بعلاقتها السابقة، هل ما فعلته صحيح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في 28 من العمر، قمت بخطبة فتاة في سن 23 عامًا، بعد الخطبة بـ 3 أسابيع قامت إحدى الفتيات بإرسال رسالة لي تقول: إن خطيبتي كانت لها علاقة سابقة مع أحد الطلاب في الجامعة، وبعد مواجهة خطيبتي أنكرت ذلك، ولكن من وقت قراءتي للرسالة وأنا لا أشعر بارتياح، وقمت بفسخ الخطبة، هل ذلك حرام أم ما فعلته صواب؟

علمًا بأن عيبي الوحيد هو الشك، وأكره الكذب، وهي كذبت عليّ لتضللني عن الحقيقة، والآن أشعر بالضيق في صدري من بعد فسخي للخطبة، ولكن بعد قول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" يرتاح قلبي، أفيدوني، هل أنا على صواب أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك - ابننا الفاضل - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُصلح الأحوال، وأن يهدي شبابنا لأحسن الأخلاق والأعمال؛ فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

نحن دائمًا نتمنّى للشاب إذا أراد أن يخطب فتاة أن يُكثّف ويوسّع دائرة السؤال، وهذا حق شرعي للطرفين، يسأل عنها وعن أهلها، وتسأل عنه وعن أهله، ثم بعد ذلك يبني إذا بنى على الثقة، وبعد ذلك إذا كانت النظرة الشرعية، وتحقق الارتياح والانشراح والتوافق ووجدت الثقة؛ فما ينبغي بعد ذلك أن نستمع لأي حديث، أو نتأثر بأي وشاية تأتي.

هذا هو الذي ينبغي أن نتبعه، وأرجو دائمًا أن نستفيد من دروسنا ومن أخطائنا، ومن المواقف التي تمرُّ علينا أو على غيرنا.

أمَا وقد حصل هذا، فأرجو أن يكون الخير في هذا الذي حدث، وأنت مُطالبٌ بأن تستر على السبب الذي من أجله فسخت الخطبة، حتى لا تُلحق الضرر بالفتاة المذكورة؛ فالإنسان من حقه أن يُكمل المشوار، ومن حقه أن يتوقّف، وهذا الحق للشاب وللفتاة، ولكن ليس من حق أحدٍ أن يفضح الآخر، أو أن يُصِرّ على إظهار عيوبه، بل ينبغي في هذه الحالة أن نتلطّف ونُحسن الاعتذار.

وإذا وجد الشك في النفس، فلا خير في الاستمرار في هذه الحياة، ونسأل الله أن يُسهّل عليها وعليك، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

وإذا أردت أن تعود، فأعتقد أنه لن يكون هناك إشكال، ولكن أرجو ألَّا يكون ذلك إلَّا بعد التخلُّص من وساوس الشيطان، والانتصار على مشاعر الشك.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُقدّر لك ولها الخير ثم يُرضيكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً