الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس المرض وأشعر بألم وشد يسار بطني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ 21 سنة منذ صغري، أعاني من وسواس المرض، ولا أحب مراجعة الطبيب، ومنذ فترة ما يقارب ستة أشهر، أعاني من ألم وشد يسار بطني، وكأنه شيء ما يقوم بركلي، ويذهب الألم عندما لا أبالي به، وأشعر بنبض عند السرة، وشيء مثل الخوف عند التعرض لبعض المواقف، وأيضاً أشعر بالسكاكين حول السرة، وعند الضغط أيضًا، ولا أريد مراجعة الطبيب الباطني، فأنا أخاف من ذلك!

أرجوكم ماذا أفعل؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

معظم الذين يعانون من قلق المخاوف، وكذلك الوساوس، قد تنتابهم أعراض جسدية، نسميها بأعراض (نفس جسدية)؛ لأن هذه الأعراض حقيقة ليست أعراضاً حقيقية، إنما هي مرتبطة بالتوتر النفسي، والذي يتحول إلى توتر عضلي، يستشعره الإنسان -كما تفضلت- مثلًا في تقلُّصٍ في العضلات يؤدي إلى آلام، كما يحدث لك الآن في الجزء الأيسر من البطن، واستشعار النبض طبعًا دليل على وجود القلق، ولا شك في ذلك.

هذه الأعراض يتم علاجها حقيقةً بالتجاهل، وكذلك بعلاج القلق والخوف أصلًا، وهنالك أدوية ممتازة جدًّا لعلاج قلق المخاوف، منها عقار (سيرترالين)، والذي يُسمى تجاريًا (زولفت)، دواء بسيط وغير إدماني وفاعل، ونحن ننصح باستعماله؛ لأنه سليم وجيد جدًّا، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، تبدأ بـ 25 مليجراماً - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 50 مليجراماً - تناولي هذه الجرعة - أي جرعة البداية - لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الدواء إلى نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذه الجرعة من الزولفت جرعة صغيرة جدًّا؛ لأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، لكنك لست في حاجة لذلك، كما أنه دواء سليم وغير إدماني، ولا يؤثّر على الهرمونات النسائية.

بجانب الدواء أيضًا أنت مطالبة بأن تُطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة على وجه الخصوص مفيدة جدًّا، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، ولتطبيق هذه التمارين توجد برامج ممتازة على اليوتيوب توضح كيفية القيام بها، فأرجو الاستفادة من هذه البرامج وتطبيقها.

كذلك رياضة المشي مهمّة ومفيدة في هذا الاتجاه.

وتجنب السهر من أفضل العلاجات؛ لأن الإنسان الذي ينام مبكّرًا يستيقظ مبكّرًا، وهو في حالة من النشاط والهمّة الإيجابية، وبعد أن يؤدي الإنسان صلاة الفجر يمكن أن ينخرط في الأنشطة الحياتية، كالمذاكرة الصباحية مثلًا؛ فهي مفيدة جدًّا؛ لأن التركيز يكون في أفضل حالاته، عمومًا: الذي يتجنب السهر يدير حياته بصورة ممتازة جدًّا.

أي فكر وسواسي يجب أن يُحقّر، ويجب ألَّا يُستجاب له أبدًا، إنما يتم تحقيره، ويُصرف الانتباه عنه.

كوني مُجيدة لإدارة الوقت - كما ذكرنا - ويجب أن تضعي أهدافًا لنفسك، وتضعي الوسائل والطرق والآليات التي توصلك لهذه الأهداف، هذا أمرٌ ضروريٌ جدًّا؛ لأن صرف الانتباه من الفكر الوسواسي وقلق المخاوف لا يتم إلَّا من خلال وجود بدائل إيجابية، وكل الذي ذكرناه لك يعتبر من البدائل الإيجابية المهمّة والمتوفرة، وحين تبدئين في التطبيق لهذه الأنشطة التي ذكرناها لك أنا متأكد أنك سوف تستفيدين منها كثيرًا، وسوف تكون صحتك النفسية أكثر إيجابية، وسوف يزول القلق والمخاوف والوسوسة.

كوني عضوًا فعّالًا في أسرتك، كوني شخصًا مُجيدًا، منتجًا، مفيدًا لنفسه ولغيره، بارًّا بوالديه وحريصًا على ما ينفع، مستعينًا بالله ولا يعجز، هذه كلها تُضيف -حقيقةً- في تحسين وضعك الصحي النفسي.

هذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عامٍ وأنتم بخير، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً