الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإمساك سبب لوالدي بواسير وآلام في الأمعاء!

السؤال

السلام عليكم

والدي بعمر ٥٤ سنة، منذ أن كان طفلاً كان مصاباً بإمساك شديد، وكبر على هذا الحال، ولم يذهب للمستشفى لمعرفة حالته أبداً، إلى أن وصل إلى منتصف الثلاثين طلب منه الأطباء الخضوع لعملية إزالة بواسير عاجلة، ولم يفعل؛ فتفاقمت الأعراض كل ستة شهور تقريباً، ويخرج دم من الشرج.

لديه رعشة بجسمه، ويبقى ٥ أيام أو أكثر دون الدخول للحمام بسبب الإمساك، الآن وهو بهذا العمر زادت الأعراض فأصبح النزيف شديداً، والدم غامقاً جداً، بكميات هائلة، ولا يشعر حتى بخروجه.

كما أنه أصيب بكحة شديدة، شخصها الطبيب أن الغازات تضغط رئته، بالإضافة لوجود حساسية بالصدر، ويعاني يومياً من آلام شديدة بالأمعاء، وكأن الأمعاء تنهش نفسها، ويزيد خلال الصيام، أيضاً إذا تفاقمت الحالة يشعر بألم مبرح بصدره الأيسر، مثل الثلج الذي يمنعه من التنفس، كذلك تنمل برجله اليسرى.

أفيدوني ما هو تشخيصكم لوالدي؟ وهل هناك أي أدوية مسهلة؟ لأن إمساكه شديد ومستمر، والغازات كذلك، كما أنها تضغط على صدره فتسبب له كحة قوية وصداع.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في الاستشارة فإن الوالد حفظه الله، يعاني من الإمساك المزمن منذ أن كان في سن الطفولة، وهذا الإمساك قد تسبب له بحدوث البواسير، مع النزف الشديد من هذه البواسير، وآلام في البطن، والكحة.

بالنسبة للإمساك فمن المعروف أن من أهم أسبابه:

عدم شرب الماء والسوائل بكمية كافية يومياً، وعدم تناول الخضار والفواكه الطازجة، أو بسبب سوء التغذية، وبعض أنواع الأدوية، والإصابة بأي من الأمراض العضوية كانسداد القولون أو ضعف بحركة الأمعاء، واضطرابات الغدة الدرقية.

وأهم النصائح لتجنب وعلاج الإمساك، كما يلي: تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضار والفواكه، والحبوب وخبز النخالة، لأنها تعتبر من أفضل الأطعمة التي تساعد على تفريغ الأمعاء من الفضلات، وتجنب الإمساك.

كذلك تناول المشمش المجفف والتين صباحاً، ومن الأطعمة المساعدة الجوز والبندق واللوز، وكذلك بعض البقوليات كالعدس والفول والحمص، وكذلك الشوفان، وشرب السوائل بكثرة، نحو 8 أكواب يومياً، وخاصة عصير الفواكه الطازج، ويعتبر عصير البرتقال من أفضل العصائر، والإكثار من شرب العصائر مساء قبل النوم، والاعتياد على تناول السلطة، وكذلك الشوربة مع الوجبات، والاعتياد على تناول الطعام ببطء.

التخفيف من الأطعمة أو الأشربة التي تسبب الإمساك، كالشاي وبعض الأطعمة كالبطاطا والأرز.

تجنب الاستعمال المتكرر للملينات، لأنها مع الوقت ستؤدي إلى كسل في جدار الأمعاء، وعدم حدوث التبرز إلا باستعمالها، وتخصيص أوقات محددة لتناول الوجبات، وكذلك وقت محدد للدخول إلى الحمام.

الرياضة والمشي يساعدان على التخفيف من الإمساك.

وبالنسبة للعلاج الدوائي؛ فإنه ينصح بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض الباطنية لإجراء الدراسة الطبية اللازمة، ووضع الخطة العلاجية المناسبة لحالة الوالد الصحية، حفظه الله.

يمكن وبصورة مؤقتة استعمال شراب ( DUPHALAC ) 15 ملليلتر صباحاً و 15 مساء، ويمكن تعديل الجرعة وتخفيفها حسب الاستجابة للعلاج، والحالة الصحية بصورة عامة.

أما بالنسبة للبواسير؛ فإنه ينصح وبشكل ضروري المتابعة مع طبيب مختص بالأمراض الجراحية، وإجراء الكشف الطبي، ومعرفة مستوى ودرجة البواسير التي يعاني منها الوالد لتحديد الخطة العلاجية، هل هي دوائية أم جراحية؟ وذلك للتخفيف من النزف الذي يعاني منه الوالد، والذي قد يؤدي إلى فقر الدم، مما يزيد من أعراض التعب والإعياء لديه.

نرجو لكم من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً