السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى من الله أن تكونوا بخير، أما بعد:
أنا مقبل على الزواج خلال الفترة القادمة، ومحتار بين فتاتين:
الفتاة الأولى: مال قلبي لها خلال فترة الدراسة، وهي متفوقة، وأحسبها على خلق، وأرى أنها تجتهد في تدينها والتزامها، وظهرت عليها بعض التغييرات للأفضل، ولباسها لا أستطيع الحكم عليه بأنه شرعي بالكامل، ولكنه ليس مخالفًا للدين، أو يغضب الله، وقد علمت أن منزلي قريب من بيت أهلها، ولكني لا أرى والدها أو إخوتها يصلون معنا في المسجد، ما عدا الجمعة فقط، رغم أن والدها حسن السمعة، ورجل ملتح، ويظهر عليه التدين، ولكني لا أراه أبدًا في المسجد في أي وقت من الأوقات، وكذلك إخوتها، علمًا أنه المسجد الوحيد في منطقتنا، وهذا الأمر جعلني متخوفاً من الإقدام على خطبتها.
أما الفتاة الثانية: فلا أعلم عن حقيقة التزامها؛ لأني لم أتحدث معها مطلقًا إلا في إطار العمل فقط، لم أفكر فيها خلال فترة الدراسة، ولكن بعد التخرج عندما اجتمعنا في مكان عمل واحد، شعرت بأني أحبها، وهي: متدينة، وزيها شرعي بالكامل، وحسنة الخلق، مشكلتها أنها تتعامل مع الكل، سواء الشباب أو الفتيات بنفس المعاملة، دون التحفظ في الابتسامة، أو كثرة الكلام، والذي يجب أن تقلله الفتاة مع الشاب الأجنبي، وبخصوص تدينها، فأحسبها محافظة على الصلاة.
سؤالي الآن: أتقدم إلى أي فتاة؟ هل أخطب الأولى لأن قلبي كان يميل لها منذ البداية، ولا يجب مؤاخذتها بفعل والدها وإخوتها، أم أتقدم للثانية وأغير أفعالها مع الوقت؟ مع العلم يراودني الوسواس ويقول لي: إني لو ذهبت للثانية فسيظل قلبي متعلقًا بالأولى، لأن الميل كان لها أولًا!