الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحب والتواصل عبر الهاتف بين الفتيات والشباب هل هو جائز أم لا؟

السؤال

السلام عليكم..

هل حب الفتاة لشاب أو العكس حرام أم حلال، والتحدث إليه عبر الهاتف؟ مع العلم بعدم حدوث أي شيء يغضب الله، ولكنني أشعر بارتياح عندما أتحدث إليه، وهو أيضاً، وأعلم أنه لا يستطيع التقدم، فماذا أفعل؟ وهل لو تقدم شخص آخر وحدثت خطبة أكون خائنة له بحبي لغيره؟

أرجو الإفادة.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ن ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإسلام رفض كل علاقة في الخفاء، ومنع كل علاقة غير الزواج، وهذا طريق وعر ننصحك بالخروج منه فوراً، واعلمي أن الارتياح المزعوم سوف يتحول إلى آهات وحسرات، وقد يكون سبباً لتعاسة الدنيا وشقاء الآخرة، والعواطف عواصف، والبدايات الخاطئة توصل إلى نهايات مظلمة: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }.

وأرجو أن تعلمي يا فتاة الإسلام أن الحب الحقيقي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد بالتعاون على البر والتقوى ثباتاً ورسوخاً، فلا تنخدعي بما يحصل في المسلسلات، ولا تغتري بحال الغافلين والغافلات، وأشغلي نفسك بالتوجه إلى رب الأرض والسماوات، واعلمي أن الكلام المعسول يجيده شباب جنّدوا أنفسهم للإيقاع بالفتيات، والعاقلة من تتعظ بما حصل للغافلات، والسعيدة في الناس من وعظت بغيرها، وشقيت والله من جعلها الله عبرة لغيرها.

والإسلام دين يقوم على الحب، ولكن أي حب؟! فإن هذه الكلمة قد شوّهها السفهاء والشقيات، وحب المسلم يبدأ بحب الله، ثم بحب رسوله، ثم بحب والديه وإخوانه في العقيدة، فهو حب يدور في فلك الحب لله، وذلك بحب كل ما يقرب إلى الله، ويدخل فيه حب الرجل لزوجته الحلال، وحب الزوجة لزوجها، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه فقال: عائشة رضي الله عنها، وحبه صلى الله لخديجة لا يخفى على أحد، بل ضرب أروع الأمثلة في الوفاء، فكان يذكرها بالخير بعد وفاتها، ويتقصَّد بصدقاته لصديقاتها.

وأرجو أن تواجهي الأمر بشجاعة وحرص المؤمنات، وعلى الشاب أن يطرق الأبواب ويقابل أهلك الأحباب، أو ينصرف عنك، فلا تنخدعي بالسراب.

واعلمي أن الممارسات الخاطئة تطارد الإنسان وتنغّص عليه سعادته، ويصعب على الفتاة أن يكون قلبها مع الرجل وهي تعيش مع غيره، فاتق الله في نفسك، وتذكري أن لك أسرة وعِرض، وقبل ذلك دين يحرم هذه الممارسة.

ونحن ننتظر منك كل خير، ولولا ما عندك من الخير لما بادرت بالسؤال، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس، فحافظي على وقارك وقلبك وحيائك.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين المحتلة أنور

    بارك الله فيك يا أخي المسلم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً