السؤال
السلام عليكم.
ما هي كيفية التغيير وسط بعض التصرفات المحرمة في المجتمع، وسط واقع ضعيف البنية الدينية؟ ولا أُنكر الخير والفضيلة، فنحن بأمس الحاجة للتفاؤل في هذه الأيام، ونحن متفائلون إن شاء الله، والخير والأفضل قادم بإذن الله، لكن كيف يمكن رد المنكر وتغيير المحرم دون الوقوع في أذى وإشكالات؟!
فمثلاً: لو ذهبت لأي جامعة؛ فمن الطبيعي أن ترى شاباً وفتاة في وضع مخل بالأدب والقيم، دون أي رابط بينهما غير الزمالة، فإن سكتنا -وهو التصرف السائد من الجميع- فتلك طامة كبرى، وهذا أمر خطير يبعث على خشية غضب الله، وإن تدخلنا دخلنا في إشكالات ربما تكبر لتصير بعدها فتنة ومشاكل عائلية وعنصرية، وربما كان التدخل غير مجد، وربما كان التدخل غير مناسب من حيث الكلام والسلوك، فهل أضعف الإيمان يكفي هنا؟!
وقد رأيت منظراً لم أصنع منه غير أضعف الإيمان بالقلب، وغيري لم يقم حتى بأضعف الإيمان، فخشيت الله وخفت غضبه، وكأننا نأمن مكر الله، واستأت من نفسي لضغفها، ولكني لم ألمها وحدها، فكيف يكون الأمر بالمعروف بغير الطريقة التقليدية التي يألفها الناس والكلمات المعتادة نفسها؟!
نريد حلولاً واقعية متغيرة لواقع تغير، وأفكاراً متجددة لعالم متجدد، ولا نريد السكوت ليصبح الخطأ مباحاً وعادياً، ولا نريد التدخل في غير محله، وبغير آليته الصحيحة، ولا أرسم صورة سيئة ولا أبالغ، ولست متشائماً أبداً، ولكني أريد حلاً صادقاً مقنعا لشباب عنده كل ما يمكن أن يليهيه وينسيه كل المبادئ.
والخير موجود ولله الحمد، والحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وإن كان في ترك الإسلام تقدما .... فيا نفس موتي قبل أن تتقدمي. ولكن رسخوا لنا هذا المفهوم دون فصل الواقع، ودون قياس على قياس، ودون الرجوع للخلف، نريد الأمام وبثبات مبادئ الدين العظيم، ألا وهو الإسلام أقدس وأعظم نعمة منّ الله جل في علاه بها علينا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.