الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد العنقري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بتدارسي لحالتك فإن النوبات التي انتابتك في بداية الأمر هي حالة قلقية حادة، تسمى بنوبات الفزع أو الهرع، وهي منتشرة ومخيفة لصاحبها جدًّا لكنها ليست خطيرة.
بعد أن توقفت هذه النوبات بدأ يظهر لديك المخاوف والوساوس البسيطة، وهذه نتج عنها أيضًا ما نسميه بالاكتئاب الثانوي من الدرجة البسيطة.
من الأشياء الإيجابية لديك أنك تحاول دائمًا أن تكون في ساحة العمل، والعمل بالطبع هو الوسيلة التأهيلية والأساسية للإنسان، فلا توقف أبدًا محاولاتك في أن تجد عملاً يناسبك.
الشعور بالقلق وسرعة الإثارة والانفعال في مثل عمرك كثيرًا ما تكون مرتبطة بدرجة من الاكتئاب النفسي، وهذا يسمى بالاكتئاب المقنع، والقلق النفسي كثيرًا ما يتطور بعد عمر الأربعين لتكون هنالك جزئية اكتئابية رئيسية.
الذي أنصحك به أخي الكريم هو أن تذهب وتقابل طبيباً نفسياً إذا كان ذلك ممكنًا، أما إذا كان ذلك ليس ممكنًا فلابد من أن تتناول دواءً مضاداً للنوبات الهرع والخوف والاكتئاب في نفس الوقت، ولا شك أن عقار سبرالكس – والذي يعرف علميًا باسم (إستالوبرام) – هو الأفضل، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بعشرة مليجرام، تتناولها يوميًا ليلاً بعد الأكل لمدة شهرين، بعد ذلك اجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة – أي خمسة مليجرام – ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول السبرالكس، وهو من الأدوية الفاعلة والممتازة والمفيدة جدًّا.
السبرالكس يمكنك أن تدعمه بدواء آخر يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول)، ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) وهو دواء مضاد للقلق مهدأ للنفس، وله أثر تدعيمه على فعالية السبرالكس، جرعة الفلوناكسول المطلوبة هي نصف مليجرام، تتناولها يوميًا صباحًا لمدة أسبوع، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، لكن يجب أن تستمر على السبرالكس بنفس الصورة والكيفية التي ذكرناها لك.
حاول أن تعبر عمّا بداخلك، فإن السكوت والصمت والاحتقان الداخلي هذا يؤدي إلى انفعالات سلبية، لكن الإنسان إذا عبر عن نفسه أولاً بأول وفي حدود الذوق والأدب الاجتماعي هنا يحس الإنسان براحة كبيرة جدًّا.
لا شك أن الزاناكس دواء مريح جدًّا لعلاج القلق والتوترات، ولكنه بالطبع قد يؤدي إلى الإدمان، فأنا أنصحك أن تحِدَّ من استعماله ثم تتوقف عنه نهائيًا.
لا شك أن السبرالكس ومع الفلوبنتكسول ستكون أدوية تعويضية ممتازة جدًّا لأنها تعالج الحالة ذاتها، تعالج المرض وليس الأعراض فقط كما يحدث مع الزاناكس.
رياضة المشي مهمة جدًّا في مثل حالتك، وكذلك تطبيق تمارين الاسترخاء (
2136015)، فهي تزيل القلق والتوتر.
لا بد أن تغير من نمط حياتك، تكون فعّالاً، تكون متحليًا بروح الجماعة، وفي ذات الوقت يجب أن تتغافل وتتجاهل السلبيات، وأنت لديك الحمد لله تعالى إيجابيات كثيرة جدًّا في حياتك.
القدرة على عدم التركيز والسرحان هي ناتجة من القلق الاكتئابي الذي تعاني منه، وإن شاء الله تعالى بتطبيق العلاجات السلوكية وتناول الدواء الموصوف سوف تحس أن الأمور قد تحسنت جدًّا، كما أنه ثبت وبما لا يدع مجالاً للشك أن قراءة القرآن بتدبر تحسن من تركيز الإنسان، فكن حريصًا على ذلك.
لا بد أيضًا أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، فالراحة مهمة ومطلوبة في حياة الإنسان.
ضغط الدم أريدك حقيقة أن تراقبه، ففي مثل عمرك عشرون بالمائة من الناس يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، فإذاً النسبة عالية جدًّا، وكثير من الإخوة والأخوات يعتقدون أن الانفعال هو الذي يزيد ويرفع من ضغط الدم.
هذا القول حوله شيء من التحفظ، وأنا من وجهة نظري أن كل من يرتفع ضغطه حتى وإن كان ذلك ناتجًا من الغضب أو الانفعال فلابد أن يراقب نفسه، لأنه ربما يكون قابلاً لأن يكون لديه ارتفاع في الضغط من النوع الطبيعي، ولابد أيضًا أن تتم فحوصات عامة للتأكد من نسبة الدم ووظائف الكلى ووظائف الكبد ونسبة الدهنيات خاصة الكولسترول والدهنيات الثلاثية، ووظائف الغدة الدرقية.
لا تهمل هذا الجانب، وأنا على ثقة تامة أنك إن شاء الله بتطبيقك للإرشادات التي ذكرناها لك سوف تتحسن حالتك بصورة ملحوظة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.