هل أتزوج رجلا في الأربعين وأنا في الخامسة والعشرين؟

2012-06-25 13:33:39 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سأختصر موضوعي بشدة: تقدم لخطبتي رجل يبلغ من العمر أربعون عامًا، لم يتزوج من قبل، هو طيب - كما يقال عنه، وابن عائلة محترمة ومعروفة، وكذلك حالته المادية ممتازة، وأخلاقه عالية ما شاء الله.

أما عدم زواجه هذه الفترة فهو لم يتفرغ للزواج إلى الآن، وهو مستقر الآن تماما ومتفرغ للزواج، بينما أنا فتاة أبلغ من العمر خمسة وعشرون عامًا، لا أعرف إن كان ارتباطي بهذا الرجل سيخلق انسجاما بيننا، لأن هناك فروقات عمرية كبيرة.

أنا خائفة جدا من مسألة التوافق, رغم أني أشعر أن باستطاعتي احتواء أي شخص من أي عمر، وهذا الشعور بداخلي دائما؛ لأني بطبعي حنونة جدًّا، وأحب احترام الرجل المقرب لي وأبادله الاحترام والآراء ووجهات النظر المختلفة، وأناقشها بهدوء، هذا هو طبعي دائما.

عامة أحب الاستقرار، ولكن في ذات الوقت أحب السفر والناس، وشخصيتي مرحة - الحمد الله -. لكن لا أعلم هل زواجي من شخص في الأربعين يعني نهايتي كما قيل لي من بعض الأخوات.

أريد مشورتكم عاجلاً، أرجوكم أنا في أمس الحاجة لمشورتكم بشأن الزواج من الرجل, وهل في الأربعين يفقد الرجل الرومانسية والحب، أو يكون معقدًا ولا يحب تغيير عاداته السيئة؟ هذا أكثر ما يخيفني.

أرجوكم ردوا على سؤالي.

وأشكركم جزيل الشكر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م .ن .هـ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرجب بك في موقعك، ونسأل الله تبارك تعالى أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونشكر لك هذا الفهم العميق، وهذه الاستشارة التي تدل على النضج، ولعل هذه أول مبشرات على أنك - بحول الله وقوته - سوف تنجحين مع هذا الرجل في حياتك، والرجل طبعًا لم يتزوج، والفارق هذا لا يعتبر فارقا كبيرا، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج خديجة وهي أكبر منه بخمسة عشر عاماً، وتزوج عائشة وهي تكبره بهذا الفارق - عليه الصلاة والسلام - وأسعد الجميع - صلى الله عليه وسلم - لأن هذه العلاقة لا تعرف الأعمار، ولا تعرف مثل الفروق التي يتكلم به الناس، وإذا كانت هنالك آخريات قد فشلن؛ فإن أمثالك من الناضجات العاقلات تنجح وتستطيع أن تعيش وتسعد مع هذا الزوج، المهم هو حصول التوافق، والقبول لشخصية الرجل، والرضى به، والرضى بأخلاقه ودينه.

إذا وجد هذه الأساسيات فإن بقية الأمور ما هي إلا عوامل مساعدة، ولا أعتقد أنه ستواجهك – بحول الله وقوته – صعوبات، فلا تترددي بالقبول به إذا كان مناسباً من الجوانب الأخرى، إذا كنت تجدين ارتياحًا لشكله، إذا كنت تجدين ارتياحًا لأخلاقه، لدينه، إذا كان الأهل والأسرة أيضًا يوافقوك على هذا الأمر.

أما ما قالته لك الصديقات: فهذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة، والنجاح في الحياة - وفي الحياة الزوجية - من الأمور التي ينبغي للإنسان أن يوقن أنها حالة منفصلة، يعني إذا فشلت أخرى - أو لم تنجح أخريات - ليس معنى ذلك أنك سوف تفشلين.

وأيضًا أريد أن أقول: نحن في زمان غالبا الفرق بين الرجل والزوجة قريب من هذا، لأن الرجال أصبحوا يتزوجون في وقت متأخر نسبة لظروف الحياة، حتى يجمع الأموال، حتى يجهز نفسه، فلو فكرتِ في من حولك ستجدين معظم من تزوجوا كان الفرق بينهم وبين أزواجهنَّ عشر سنوات أو إحدى عشر سنة، أو خمسة عشر عاماً أيضًا، بل بعضهم أصلاً متزوج، وهذا أيضا ميزة في هذا الرجل الذي تقدم لك أنه أصلاً لم يتزوج.

لذلك ما ينبغي أن تنزعجي لهذا الفارق، وينبغي أن تُقبلي على هذا الزواج، وتتركي التردد، ونسأل الله تعالى أن يسهل أمرك.

أما مسألة الرومانسية والحب والحاجة إليها: المرأة العاقلة تستطيع أن تتعامل مع زوجها، وتجعل الزوج يستجيب لرغباتها، عندما تستخدم أنوثتها ودلالها وجمالها، وتحسن الاختيار للأوقات التي تكثر فيها الزيارات والرحلات أو الخروج وفق الضوابط الشرعية مع الزوج.

فلا أظن أن في هذه المسألة مشكلة، والناضجة - مثلك – وينفع معها رجل ناضج وعاقل، وهذا الاستشارة تدل على أن الطريقة التي عرضتِ بها الاستشارة والطريقة التي ناقشتِ فيها بعض الأمور تدل على أنك - ولله الحمد - ناضجة وعاقلة، ونحن أيضا نرجح أن أمثالك تستطيع أن تتكيف مع الوضع الذي هي فيه، فطالما كان الزوج صاحب دين وصاحب أخلاق ووجدت في نفسك الارتياح والميل إليه فاعلمي أن التلاقي ليس بالصور فإنما بالأرواح، فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، والمهم هو أن ترتضي الفتاة دين الرجل، أخلاق الرجل، شكل الرجل، وأن تجد في نفسها ميل داخلي إليه، هذه هي العوامل الأساسية في مسألة النجاح.

أما بعد ذلك كونه كبير - كونه صغير - ووضعه الاجتماعي والوظيفة التي يعمل فيها، هذه الأمور لا تؤثر كثيراً في مسألة السعادة الزوجية، فقد تسعد امرأة عندها شهادات عالية مع رجل ليس عنده مثل ما عندها - والعكس - وقد تسعد امرأة غنية مع رجل فقير، لأن الحب لا يعرف هذه الفوارق، ولذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -لما قيل له: عندنا يتيمة خطبها رجلان موسر وفقير (غني وفقير) ونحب لها هذا الغني وهي تهوى الفقير؟ فقال - صلى الله عليه وسلم – (زوجوها بمن تحب، فإنه لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد، ونتمنى أن نسمع عنك الخير، ولا تترددي في القبول بهذا الرجل طالما كانت الشروط الأساسية موجودة.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

www.islamweb.net