فقدت الإحساس بكل معاني الحياة.. أشيروا علي وساعدوني

2012-10-23 08:29:50 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحب الاستشارة رقم2151766 والتي تفضل الدكتور/محمد عبد العليم مشكوراً بالرد عليها، وبالفعل فعلت كل ما قاله الدكتور، ولكن لم أشعر بأي تحسن، أرجوكم أتوسل إليكم أفيدوني، فأنا أشعر أنني قاربت على الجنون، فأنا أصبحت أكره الحياة.

أشعر كأن شيئا ما يحول بيني وبين نفسي، أقف أمام المرآة فلا أرى نفسي، أرى إنسانا آخر، أو أسمع صوتي، وأنا أتكلم أحس أن شخصا آخر يتكلم! وليس أنا، مشاعري أيضاً تغيرت، فأنا أعيش وأتحرك وأتعامل مع الناس بشكل آلي.

لا أعرف معاني الحياة من الموت أو الحياة، أو النجاح أو الفشل، ولا أحس بأي صفات بشرية من حب أو كره أو خوف أو راحة، أحس أن كل شيء حولي وهمي، وغير حقيقي كأني أراه في حلم، عندما أتكلم أو أناقش أو يسألني أحد، فإن معظم الكلام يخرج مني تلقائيا من غير تفكير، ويكون كله صحيحا لدرجة أني ممكن أن أمزح، أو أتكلم في مواضيع مهمة، وأناقش كأن مخي يرد لوحده من غير تفكير، أو تقييم للكلام، ولكن قدرتي على استجماع الأفكار والمجادلة والإقناع شبه معدومة، كما أنني عندما أقوم بأي عمل أقوم بالأمر أوتوماتيكيا، وتلقائيا.

أتوسل إليكم، ساعدوني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي أنا أقدر مشاعرك تماماً، وأعرف المعاناة التي تعانيها لا أدعي، ولا أقول إن ما ذكرته لك فيه أي نوع من الكمال، أو شبه ذلك، هي عبارة عن توجيهات وإرشادات قائمة على أبحاث، وأسس علمية استقيناها من هنا وهناك، وأثبتت جدواها، وفائدتها بإذن الله تعالى.

أيها الفاضل الكريم: أن يرتب الإنسان نفسه، ويتطلب جهدا وصبرا ومحاولة، أندسون الذي أنار لنا الدنيا باختراعه للكهرباء لم يخترعه في ويوم وليلة، وحاول مرات، يقال أنه حاول أكثر من ألف محاولة حتى أضاء لنا الدنيا، وفي المرة (710) انفجر مختبره تماماً، لكنه بنى مختبراً جديداً، ثم حاول وحاول.

أيها الفاضل الكريم: لا توقف محاولتك في التغير، والتغير لابد أن يأتي منك أنت، والحياة يجب أن لا تكرهها؛ لأنك جزءاً من هذه الحياة، -ويا أخي الكريم- الصبر على الأمور وتكرارها والإصرار عليها مهم، وحتى الرقية الشرعية يفيد العلماء أن الإنسان يجب أن يكررها ويكررها، الدعاء يجب أن نكرره، وأن نلح فيه- فيا أخي الكريم- التغير لا يأتي آلياً، ولا يأتي أوتوماتيكيا، الحياة أطيب مما تتصور، فأرجو أن تكون إيجابياً، وفي هذه المرة أنصحك وبكل وضوح أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، ومصر بفضل الله تعالى عامرة بأطباء متميزين.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net