هل جراحة توسيع فتحات الجيوب الأنفية تساعد في التخلص من الحساسية؟
2014-02-13 02:22:32 | إسلام ويب
السؤال:
عندي حساسية مزمنة في الجيوب الأنفية منذ 9 سنوات، ولدى التهاب مزمن بسبب الحساسية، وأدوية الكورتيزون وبخاخاتها، وأدوية الحساسية لا تعطي نتيجة، هذه الحساسية موجودة لدي طول العام في الصيف والشتاء لا تفارقني، وليس لها سبب محدد، فهل جراحة توسيع فتحات الجيوب الأنفية تساعد في التخلص من الحساسية أو تقليل أعراضها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحساسية هي ارتكاس مخاطية الأنف والجيوب الأنفية لعوامل خارجية مثل: الروائح، والغبار، وتغير درجات الحرارة، والرطوبة، والتعرض للشمس، والمنبهات العصبية إلخ.
هذه الحساسية هي من طبيعة ردة الفعل المناعية الخاطئة للجسم على هذه العوامل, تنتج ردة الفعل التحسسية عن إطلاق مادة الهيستامين من خلايا الجسم المناعية عند التعرض للعوامل المؤهبة للتحسس ( وهي تتغير بحسب المريض ) تتظاهر ردة الفعل هذه على شكل:
1- توسع في الأوعية الدموية للمخاطية الأنفية ( مسببة الاحتقان في القرينات الأنفية، وبالتالي الانسداد الأنفي، وهو ما يسبب انسداد فتحات الجيوب الأنفية، وبالتالي بداية التهاب الجيوب الأنفية على شكل صداع حول الأنف والعينين وإحساس بالامتلاء في هذه المنطقة وألم يزداد عند الإنحناء للأسفل كالسجود مثلا ).
2- وعلى شكل زيادة في الإفراز المخاطي للأنف، والجيوب الأنفية، وعطاس متكرر، وإحساس بالحكة والغليان في الأنف.
علاج التحسس هو أساسا الوقاية من عوامل التحسس التي ذكرتها, وهناك العلاج الدوائي بمضادات التحسس الفموية بنوعيها ( الجيل الأول يسبب النعاس والجيل الثاني لا يسبب النعاس ), كما يعالج ببخاخات الكورتيزون الموضعية الأنفية مثل ( فليكسوناز ) وهو آمن، ويمكن استخدامه لأشهر طويلة بدون آثار جانبية مهمة.
الطريقة الأحدث لعلاج التحسس هي العلاج المناعي، وهو يبدأ باختبارات جلدية، ودموية لتحديد العوامل المسببة للتحسس, ثم بعد ذلك يتم تصنيع اللقاح المناسب لهذا المريض بحسب تحليله، وهو مكون من نفس العوامل المحسسة، وإنما بتراكيز صغيرة جدا ومعدّلة, هذا اللقاح يعطى بجرعات متدرجة ( إبر تحت الجلد أو نقط تحت اللسان ) حيث يأخذ المريض جرعة كل أسبوع لمدة أربعة أشهر, ثم جرعة كل شهر لمدة سنتين أو ثلاث سنوات, هذا العلاج يعطي شفاءً للمريض بحيث لا يحتاج لأدوية التحسس بعد ذلك.
نلجأ للجراحة عند فشل العلاج بالوقاية والعلاج الدوائي، وهي عدة أنواع أهمها ما يلي:
- قطع القرينات الأنفي الجزئي أو تخثيرها الكهربائي أو بالليزر، أو بموجات الـ ( التردد الراديوي ), والهدف هو فتح المجرى التنفسي في الأنف للسماح بالتنفس الأنفي, كما يفيد في تخفيف الضغط من القرينات على فتحات الجيوب الأنفية، وهذا يساعد على تصريف المفرزات المخاطية من الجيوب الأنفية، وقد يؤدي لشفاء هذه الجيوب العفوي.
- استئصال البوليبات الأنفية, وهي عبارة عن كيسات ليفية تحوي السائل المخاطي، وتنشأ من مخاطية الأنف والقرينات، أو من داخل الجيوب الأنفية ( وتخرج من فوهة الجيب لتصبح داخل الأنف ) طبعا هي تسد فتحات الجيوب الأنفية، ومجرى التنفس في الأنف، ولهذا لا بد من استئصالها بالكامل بجراحة الأنف والجيوب التنظيرية.
- جراحة الجيوب التنظيرية, حيث نقوم بفتح الجيوب الأنفية ( الجبهية والغربالية الأمامية والخلفية والفكية, وأحينا الوتدية ) الهدف من هذه العملية هو تأمين التصريف الجيد للمفرزات المخاطية من الجيوب الأنفية عبر فوهاتها الطبيعية، ولهذا نلجأ بالفعل لتوسيع هذه الفوهات، هذه العملية تستطب فقط في حال التأكد من التهاب الجيوب بأعراض الصداع وانسداد الأنف، وبالفحص السريري الدقيق وبالتصوير الشعاعي الطبقي المحوري.
كل هذه العمليات تفيد لعلاج الصداع والإحساس بالامتلاء بالجيوب وانسداد الأنف، ولا تفيد في الأعراض التحسسية الأساسية مثل: الحكة الأنفية، والغليان، والسيلان المخاطي الأنفي، والعطاس المتكرر حيث أن هذه الأعراض تعالج بالعلاج الدوائي والوقاية السابق الذكر.
لك مني كل الدعاء بالشفاء التام.