الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء، أخي بالفعل هذه النوبة التي تأتيك، وبالصورة التي وصفتها؛ لا أرى أنها عضوية المنشأ، هذه نوبات فزع أو هرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي قد يظهر بدون أي مقدمات.
أنت لديك رابط مهم وهو: أن هذه النوبات تظهر في بعض الأحيان بعد تناول الطعام بساعتين تقريباً، هنا قد تكون العملية مرتبطة؛ أي هذا الهلع مرتبط بانخفاض في مستوى السكر مثلاً؛ لأن بعض الناس بعد الأكل تستجيب البنكرياس بإفراز كمية كبير من الأنسولين، وهذا قد يؤدي إلى انخفاض بسيط في السكر، بالرغم من تناول الإنسان للأكل، انخفاض السكر في الجسم أيضاً يعطيك صورة مشابهة جداً لنوبات الهرع في بعض الأحيان: تسارع في ضربات القلب، شيء من التعرق، وهكذا.
إذاً أيها الفاضل الكريم، لا أقول لك: إن الربط ما بين تناول الطعام وهذه النوبات سببه القاطع هو زيادة إفراز الأنسولين، لكن هذا ربما يكون عاملا مساعداً لما يحدث لك، وأصل الحال كما ذكرت لك هي نوبات هرع لا علاقة لها أبداً بمرض القلب.
ومن الطبيعي جداً أن كل الذين تنتابهم نوبات الفزع يذهبون مبكراً جداً لعيادات القلب، ثم يبدؤون بالتجول بين الأطباء هنا وهناك.
تصحيح الغدة الدرقية: أمر مطلوب قطعاً؛ لأن الغدة الدرقية هي أكثر غدد الإنسان ارتباطاً بحالته النفسية، وحين يكون إفرازها منتظما ومتوازيا هذا يساعد في الاستقرار النفسي.
أيها الفاضل الكريم الذي، أراه هو: أن تذهب للطبيب النفسي، أو يمكنك أن تتحدث مع طبيب الباطنية، معظمهم لديهم خبرة كبيرة حول هذا الحالات النفسية البسيطة، حالتك معروفة جداً وهي نوبات فزع أو هلع، وتستجيب بصورة ممتازة لبعض الأدوية البسيطة مثل: عقار سبرالكس؛ فإن قمت بزيارة الطبيب النفسي هذا أفضل، وإن لم تستطع كما قلت لك طبيبك الباطني يمكن أن يصف لك هذا الدواء، أو أي دواء مناسب.
ممارستك للرياضة أعتقد أنها أمراً جيداً جدا وسوف تساعدك كثيراً، أريدك أن تضيف إليها تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (
2136015). أوضحنا فيها ما هو متعلق بتمارين الاسترخاء، فأرجو أيها الفاضل الكريم أن تلتزم بالإرشاد المذكور، وسوف تجد فيه فائدة كبيرة.
نصيحتي الأخيرة أخي: لا تشغل نفسك بهذه الأعراض؛ حيث أن انشغال الإنسان بها وتركيزه عليها يزيد من حدتها وتكاثرها، أما تجاهلها فقطعاً يجهضها ويقلل من حدوثها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.