معاناتي مع الوساوس القهرية وتساؤلاتي عنها

2014-07-23 02:12:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا فتاة عمري 20 سنة، قبل أيام استشرت موقعكم الكريم حول حالتي، وأخبرتموني أنها وساوس قهرية من المقام الأول، مع العلم أنني كنت أريد علاجًا لا يزيد الوزن، ولا يؤثر على الصحة، ولا يؤدي للنعاس.

سؤالي الآن هو: هل هذا الدواء فعلاً يزيد القلق؟ لأن حالتي كلها قلق مستمر 24 ساعة، وأشعر بعدم التوازن، وأشعر أنني في حلم، وعندما أمشي أشعر أنني سوف أسقط دون ميلان.

إن كانت هذه الأدوية ستزيد قلقي، فبذلك ستدهور حالتي، منذ أيام رأيت في إحدى الاستشارات، يقول فيها المريض، أن علاج (بروزاك)، لم ينفعه لذلك هو يريد دواء آخر، ووصفت له الأفضل وهو، (لسترال زولفت).

خوفي هو أن لا ينفعني العلاج، وسؤالي: لماذا لم تصف لي هذا الدواء؟ فهل لأنه يؤثر على الوزن؟ أو يسبب النعاس؟ أم يؤثر على الصحة؟ وسؤالي الآخر: ما هو العلاج بالطاقة؟ وكيف يتم؟ وهل أثبت فاعليته؟ وهل وصل إلى الوطن العربي؟

فيما يخص مفراس الدماغ، هل نستطيع أن نجربه لمعرفة، أو لتحديد نوع المشكلة النفسية التي يعاني منها أي مريض نفسي؟ وبذلك يسهل الطريق في تشخيص المرض والعلاج؟

سؤالي الأخير: هل تنصحوني بالجلسات عبر الإنترنت؟ لتسهيل الشفاء خلال مرحلة الدواء، مع العلم أن في منطقتي الأطباء معروفٌ عنهم الفشل، وكذلك الجلسات في عياداتهم، وهناك أسباب أخرى تمنعني من الذهاب إلى هناك، وهل يتضمن العلاج السلوكي مثلاً: الكتابة على الورق، لإخراج أفكاري، والوساوس التي في عقلي، وللترويح عن نفسي، وماذا تنصحني أن أفعل؟! أي ماذا يجب أن أكتب أيضًا في الورقة؟ وهل الخروج من الوحدة التي أعيشها مهم أيضا؟ فأنا فتاة وحيدة، ليس لي أخوات، لدي إخوة فقط، دائمًا في حالة انشغال، وبطبيعتي لا أخرج من المنزل منذ صغري.

وشكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البروزاك دواء رائع جدًّا، ولا يزيد التوترات إلا في حالات نادرة جدًّا، وهو لا يزيد الوزن، وهو من أفضل الأدوية التي تُوصف لعلاج الوساوس القهرية، ولا أريدك أبدًا أن تحكمي على فعالية هذا الدواء بالنسبة لك من خلال تجارب الآخرين، كل إنسان لديه تكوينه الذي يخصّه وحده، والعلاجات دائمًا تفصَّل حسب حاجة الناس.

لا أريدك أبدًا أن تسلطي على نفسك الأفكار السلبية الوسواسية الافتراضية، بأن الدواء لن ينفعك، لا، هذا خطأ، تناولي الدواء بالجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة، - وإن شاء الله - تجدي فيه فائدة كبيرة جدًّا.

بالنسبة للذين لا يستفيدون من دواء واحد: هنالك خطوط علاجية أخرى، الخط الثاني، الثالث، الرابع، نقوم بإعطاء تشكيلات مختلفة من الأدوية، وبصورة مختلفة. فاطمئني تمامًا أيتها الفاضلة الكريمة، وخذي الأمور بصورة أبسط، وكوني إيجابية في تفكيرك، ولا تتعمقي كثيرًا في الأمور، تشريح الأمور والتدقق فيها، دائمًا يقود الإنسان للنمط التفكيري الوسواسي، وهذا مُعيق جدًّا.

العلاج بالطاقة هو أحد العلاجات التي يتم الكلام عنها، خبرتي به ليست كبيرة، وقناعاتي به ضعيفة جدًّا، ولا أمارسه، وإن كنتُ قد جالستُ بعد الأخوة الذين يمارسونه.

بالنسبة للعلاجات الأخرى: هنالك عدة مدارس نفسية، المدرسة الإنسانية، المدرسة التحليلية، المدرسة السلوكية، وهكذا، ولكل مدرسة معايير ومتطلبات علاجية، هنالك من المعالجين، من يلجأ إلى أسلوب أن يطلب من المريض الكتابة للتعبير عن ذاته، وهنالك من يعالج عن طريق الرسم، وهنالك من يعالج عن طريق الموسيقى، هنالك من يعالج عن طريق التواصل المباشر، السؤال والجواب، وهكذا، فهنالك وسائل كثيرة جدًّا تعتمد على خلفية المعالج، وعلى تدريبه وعلى مستواه، وعلى قناعاته.

أعتقد أن حالتك بسيطة جدًّا، لا تحتاج لكل هذا التعمق، خذي الأمور بإيجابية، أحسني إدارة وقتك، حقّري الفكر الوسواسي، وتناولي الدواء، وضعي خارطة طريق واضحة جدًّا، تديرين من خلالها حياتك على المستوى الآني، وكذلك على المستوى المستقبلي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

www.islamweb.net