الانطواء والخوف والرهبة من التعامل مع الآخرين...ما الحل؟

2014-11-19 04:27:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

وفقكم الله وجزاكم الله خيرا على أعمالكم الحسنة، وجعله في ميزان أعمالكم.

أنا فتاة عمري 23 سنة, هادئة وكتومة وصبورة, أعاني من الخوف والتوتر عند محادثة الآخرين ومواجهتهم, وعند أي موقف يصيبني، أخاف أن لا أعرف كيف أتصرف؛ لذلك أتجنب الذهاب إلى أي مكان!

أنا الآن جالسة في المنزل لمدة تقارب السنة، وقد تخرجت من الجامعة منذ سنة تقريبا, ولم أتجرأ أن أبحث عن عمل لخوفي كيف سأتصرف؟ وماذا سأفعل؟ وكيف أتكلم؟

أنا لا أجيد التعبير، ولا أجيد التكلم لقلة معرفتي العلمية، والثقافية، فأنا أخاف أن أنحرج كثيرا إذا لم أضع الكلمات في مكانها الصحيح.

لا أستطيع الخروج من المنزل بسبب خوفي عندما أكون بمفردي كيف أتصرف؟ فمثلا: عند التفكير بالذهاب إلى المستشفى أفكر كيف أذهب؟ وكيف تكون نظرات الناس لي هناك؟ وماذا سأقول للدكتور؟ لذلك لا أذهب! وإن ذهبت مع أحد إخوتي أشعر بالضيق والتوتر والقلق، وأفكر ماذا سيحصل؟ فتأتيني حالة ارتجاف باليد وأتعرق، ويصبح وجهي أحمر اللون.

لذلك أجعل أختي تتكلم عني، وهذا أيضا يضايقني كثيرا؛ لأنني أريد أن أفعل الأشياء بنفسي، وأن أتصرف بنفسي، ولكن لا أستطيع.

أصبحت حبيسة المنزل، ولا أتكلم مع أحد ولا مع أصدقائي، فأنا لم أحادثهم منذ شهور، ولا أرد على اتصالاتهم, وأصبحت دائمة التوتر، والقلق، وكثيرة التفكير، وبسبب ذلك أصبح وزني في ازدياد، فأنا عند توتري آكل كثيرا ولا أشعر, وأكثر شيء آكله هو السكريات بحيث أشعر بأن جسمي يحتاج للسكر بشكل ليس بطبيعي، وإذا أكلته أرتاح نوعا ما, وأنا عادةً لا أحب السكريات كثيرا، فقط في هذه الفترة ألجأ إليها.

أصابني الاكتئاب أكثر عند زيادة وزني، وأصبحت سريعة الغضب، ولا أتحمل أي شيء بعدما كنت هادئة, باتت الأفكار السلبية بالاستحواذ على تفكيري، فأحيانا أفكر بالموت أو أن يصيبني مكروه أو أن أجرح نفسي بآلة حادة, وأيضا عند موعد النوم وأنا مستلقية أشعر أن المكان يهتز بشدة، وأظل أشعر بالهزة إلى أن أنهض من السرير، فلا أستطيع النوم حتى تهدأ نفسي، وتزول الهزة.

أرجوكم أريد حلا، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك توضح أن لديك مشاعر سلبية، وموضوع الخوف والقلق والتوتر تعاظم عليك وأصبح مستحوذًا، وأصبح الفكر السلبي يلِحُّ عليك كثيرًا مما جعلك تنغلقين على نفسك، وتنتهجين المنهج التشاؤمي في التفكير، وأصبحت سريعة الانفعالات كما ذكرت.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذا نسميه بالقلق الاكتئابي البسيط، علاجه يتمثل في أن تكوني أكثر إيجابية، أن تنظمي وقتك، أن تكوني نافعة لنفسك ولغيرك، أن تمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، أن تطبقي تمارين الاسترخاء، وأن تحرصي على صلاتك في وقتها، وأن تُكثري من الدعاء.

كوني أيضًا معبرة عن ذاتك، لا تحتقني، لا تكتمي، هذا مهم جدًّا، فكما تحتقن الأنف تحتقن النفس، وانخراطك في أي عمل تطوعي أو اجتماعي أعتقد أنه سوف يعود عليك بخير كثير، فاحرصي على هذا الأمر، وإن شاء الله تعالى تجدين ما يناسبك.

لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي في هذه المرحلة، طبقي ما ذكرته لك من إرشاد، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، وإن احتجت لأي علاج دوائي، أو أن حالتك لم تتحسَّن؛ فيمكن أن تذهبي وتقابلي أحد الإخوة الأطباء في البحرين، الدكتور أحمد الأنصاري، الدكتورة شارولت كامل، الدكتور عادل العُوفي، وإخوة آخرين كلهم متميزون.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net