أصابتني نوبة هلع وتسارع ضربات القلب وإغماء، ما تفسيرها؟

2015-05-24 01:49:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب بعمر 20 عاماً, أدرس في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أربعة أشهر كنت أقود سيارتي مع أصحابي، وفجأة دخت ولم أستطع التنفس، أوقفت السيارة وخرجت لأتنفس وبعدها زادت نبضات قلبي! ذهبت للطوارئ وكان تخطيط القلب سليماً، والضغط سليم، ولكنه مرتفع قليلاً، قرأت في النت أن هذه أعراض نوبات الهلع، فاطمأن قلبي, وكانت تأتي بعد أسابيع ولكن خفت حدتها.

بعد أربعة شهور, عندما أنهيت اختباراتي النهائية في الجامعة عادت إلي هذه الأعراض بشكل أكبر, حيث أنني أشعر بجوع شديد حتى إن كنت أكلت، وأشعر بعدم رغبة في الأكل, وتتغير رائحة فمي، وكأنما صحوت من النوم, وإذا أكلت لا آكل بقدر كاف, وهنالك أصوات في بطني وغازات, وغالباً ما أشعر بالرغبة للذهاب لدورات المياه عند الهلع، وعندما أذهب غالبا لا يخرج شيء سوى مخاط أبيض.

قبل يومين بدأ معي صداع خفيف في الرأس، وبعض الأحيان دوار، وكأنني لست في المحيط الذي حولي، ذهبت للطوارئ قبل أسبوع، وعملوا فحصاً وكانت النتائج سليمة، وتخطيط القلب سليم، ولكن لم أجد تحليل الكلسترول، فلا أعلم عنه.

بدأت أقرأ في النت عن الأعراض، وكلما قرأت عن مرض توهمت بأعراضه، فمرة قرأت عن مبتعث مات بسبب نوبة قلبية، فبدأت أقارن الأعراض، وبعدها بدأت أربط أي شيء يصير لي مع تلك الأعراض.

كنت أشعر أنه بمجرد انتهاء الاختبارات وطلوع النتائج سينتهي كل شيء، ولكن للأسف فطبيب الطوارئ أخبرني أنني أعاني من القلق، ولكن لا أعلم ممّ أنا قلق؟!

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Anas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل النوبة التي حدثت لك وأنت بالسيارة هي نوبة مخاوف قلقية حادَّة تشبه نوبات الفزع أو الهلع، ويُعرف أن ستين بالمائة من الذين يتعرضون لهذه المواقف – أي الخوف المفاجئ أو الدوخة في موقعٍ كالتواجد داخل السيارة مثلاً - تتولَّد عندهم وساوس ومخاوف مستقبلية.

من الواضح الآن أن أعراضك كلها نفسوجسدية: اضطرابات الجهاز الهضمي، الشعور بالرغبة في الذهاب لدورة المياه، هذا كله ناتج من انقباضات وتقلصات في الجهاز الهضمي، وواضح أن القلق هو المسبب الرئيسي لها.

بالنسبة لفحص الكولسترول: لا أعتقد أنك في السِّنِّ هذه لديك مشكلة في الكولسترول أبدًا.

أيها الفاضل الكريم: تشخيص حالتك هو قلق المخاوف الوسواسي من النوع البسيط، أقول لك: لا تتوهم الأمراض أبدًا، عش حياةً صحيَّةً: مارس الرياضة، نم مبكرًا، احرص على صلواتك في وقتها والدعاء والذكر وتلاوة القرآن، اجعل لنفسك خُططًا مستقبلية، ضع الأهداف والآمال والطرق التي توصلك إلى ما تريد أن تصل إليه، وركِّز على تعليمك، وأكثر من التواصل الاجتماعي.

النوم المبكر والتواصل الاجتماعي وكل ما ذكرته لك كلها أمور مفيدة جدًّا، ولا تُكثر من التردد على الأطباء، ويمكنك أن تذهب إلى طبيب الأسرة – أو طبيب الأمراض الباطنية – ومثل هذه الحالات مفهومة جدًّا في الولايات المتحدة الأمريكية، أي أن تشخيصها ليس بالصعب، وهو سهلٌ جدًّا، وقد تحتاج لجرعة بسيطة من أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي.

عقار (باكسيل Paxil) والذي يعرف تجاريًا أيضًا باسم (زيروكسات Seroxat) ويعرف علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) ربما يكون دواءً جيدًا وفاعلاً، لكن سوف أترك الخيار للطبيب المعالج.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net