تعرضت لنوبة هلع وبعض نغزات في الصدر من الجهة اليسرى

2015-11-23 02:05:58 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أفتتح استشارتي بأفضل كلمات الشكر والتقدير على ما تقدمونه من مساعدات لنا، وأسأل الله أن يجزيكم خيراً، ويجعلكم من أهل الجنة.

أنا شاب بعمر 19 سنة، طولي 190 ووزني 2، تعرضت لنوبة هلع بعدما تعرضت لبعض نغزات في الصدر من الجهة اليسرى، وقلت حينها: إن قلبي سيتوقف، بدأت أحس بخفقان القلب بعد الخوف، فنقلوني الطوارئ، وأخذت أكسجين وحقنة أفقدتني الوعي لدقائق، فعملت تحليل شاملة وتخطيط القلب، فكان كل شيء سليماً، الحمد لله، لكن بعد تلك النوبة أصبحت موسوساً أقول: إن قلبي سيتوقف في أية لحظة ثم تتسارع نبضات قلبي فينقلونني إلى المستشفى ونستدعي راقياً شرعياً، لأن حالتي ليست جسدية.

عند بداية قراءة الراقي للرقية بدأت بالاستجواب معه، فقال: إنه أعاني من مس، فسمعته أنا، فأصبح كل يعاملني على أني مسكون، وبعد 6 جلسات من الرقية وأصرخ في كل مرة، وأتكلم بكلام غريب وعلى أساس أن بداخلي جناً، وبعد مدة اكتشفت أني لا أعاني من مس، حيث قلت إنني أشاهد الكثير من فيديوهات المصارعة، لربما تأثرت بهم، ومع ضعف حالتي النفسية في ذلك الوقت تجاوبت مع الراقي.

أصبحت أعامل نفسي كأني لست مصاباً، فشفيت -الحمد لله- فعرفت أنها حالة نفسية فقط، مع أن الكل مصدق أني أعاني من مس، لما سمعوه من أصوات، وكلام غريب.

كانت مدة هذه الحالة شهراً، وكنت أتوهم أني أعاني من مس، واكتشفت في الأخير أني لست مريضاً، بل مجرد حالة نفسية -والحمد لله- بفضل الله ثم بفضلكم تجاوزت هذه الأزمة بقراءتي لبعض الاستشارات المماثلة لحالتي، والأجوبة.

دخلت نادي الرياضة ورجعت لدراستي، وتحسنت حياتي كما كانت، بعدما فقدت الأمل أنني لن أعود كما كنت.

أشكركم من قلبي، والله وحده يعلم ما قدمتم لي، لقد تحسنت حياتي، وما زال لدي وسواس بالموت، بعد تلك النوبة لا زال يرافقني، والحمد لله أنا ملتزم وأصلي، وأؤمن بقضاء الله وقدره.

هذه الوساوس أفقدتني طعم الحياة، ذهبت إلى طبيب نفسي فأعطانيtrivimag 300 mg و atrax 25 mg دون جدوى، وأصبحت أعاني من ألم في الجهة اليسرى من الرأس، مرة واحدة في اليوم، لمدة ثانيتين، وثقل في الرأس، مع طنين دائم في الأذن اليسرى، وأحس كأني أفقد الوعي عند الكلام لمدة 3 ثوان، فأني أحمل وساوس منذ تلك النوبة وأقول: إنه ورم أو سرطان، وسأموت، وأنا صغير، فهل هذه أعراض جسدية أم نفسية؟

أريد دواء يساعدني على تجاوز هذه المرحلة، علماً أنني أرتاح فقط في صالة الرياضة، وأحس أنه لم يحصل لي شيء في حياتي.

هذا الطنين والغثيان والصداع في الرأس ارجعني للاكتئاب والتفكير في الموت، وأني مصاب بسرطان، وبدأت أتراجع في دراستي بعدما كنت متفوقاً، ولم أعد أذهب للدراسة بسبب هذا الذي سبب لي السرحان والشرود الذهني.

أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أخِي الكريم - في إسلام ويب، ونشكرك على كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن يُصلح وينفع بنا جميعًا.

أيها الفاضل الكريم: استنتجتُ من رسالتك أنك بالفعل قد تعرَّضتَّ لقلقٍ نفسيٍ حاد، ربما يكون نوعا من نوبات الهرع، أشعرتك بعد ذلك بالنغزات في الصدر من الجهة اليسرى، وأتاك الخوف بأن قلبك سوف يتوقف، وشعورك بالخفقان.

هذا بالفعل موقف مزعج جدًّا، وتنتج عنه بعد ذلك مخاوف ووساوس، والحالة ليست خطيرة، لكنها مزعجة.

بعد ذلك دخلت في موضوع المسِّ وما قيل هنا وهناك، والحمدُ لله تعالى قناعتك الآن هي قناعة شرعية صحيحة، أن الذي بك هو علة نفسية بسيطة وليس أكثر من ذلك، وإن كان هناك مسٌّ أو سحرٌ أو خلافه فإن الله سيُبطله، احرص على صلاتك وعلى أذكار الصباح والمساء والدعاء والرقية الشرعية، لا تزد أبدًا على هذا الأمر من هذه الناحية.

من ناحية الوساوس التي تعاني منها هي وساوس المخاوف، وموضوع الخوف من الموت أمرٌ شائع، ويجب أن نخاف من الموت خوفًا شرعيًا، وهذا يُساعدنا لأن نكون مستعدِّين للقاء ربنا سبحانه وتعالى، {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورًا}، (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموتُ غدًا).

أما الخوف المرضي فيجب أن يُحقَّر، وتُحقِّره من خلال قناعتك أن الآجال بيد الله، وأن الموت قادم، وأن كل نفسٍ ذائقة الموت، وأن كل شيءٍ هالكٌ إلَّا وجهه، وأن الإنسان يسأل الله تعالى أن يُحسِّن خواتيم أعماله، وأن يدعو فيقول: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من شر، اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم لقائك)، وأن يُعرف الإنسان أن الخوف من الموت لا يُنقص من عُمر الإنسان، ولا يزيد فيه لحظة واحدة.

هذا هو الجانب المرضي الذي يجب أن يُحقَّر، أما الجانب الشرعي فيجب أن نستشعره، ونذكِّر أنفسنا به، وتذكر الخوف من الموت شرعيًا يزيد من طمأنينة الإنسان، هذا أمر مجربٌ - أيها الفاضل الكريم - وعليك أن تعيش الحياة بقوة، أن تكون شخصًا إيجابيًا، شخصًا مُنتجًا، شخصًا مفيدًا لنفسه ولغيره، أنت على أبواب سِنِّ الشباب، يجب أن تسعى في التميُّز الأكاديمي، تُكثر من التواصل الاجتماعي، تُحسن بِرَّ والديك، تُساعد الضعيف، تُنظِّم وقتك، هذا كله يجعلك تنتقل إلى نوعٍ من التعافي النفسي الإيجابي جدًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هذا الدواء الذي ذكرته وهو (trivimag) غير معروف لديَّ، والـ (أتراكس Atarax) دواء معروف ويسمى علميًا (هايدروكسين Hydroxzine) يُساعد في علاج القلق، ويُحسِّن في النوم.

بالنسبة لأفضل دواء في علاج حالتك هو عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، يُضاف إليه جرعة بسيطة من عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride).

أخِي الكريم: شاور طبيبك في هذه الأدوية، إن كانت بدائل ممتازة للدواء الذي وُصف لك فأنا متأكد أن الطبيب سوف يقتنع بها ويصفها لك.

كل أعراضك الجسدية من طنين وغثيان سوف تتحسَّن بعد تناول الدواء، كما أن المزاج سوف يتحسَّن، السبرالكس دواء متميز في علاج المخاوف المرضية، وفي ذات الوقت سعيك لأن تتغيَّر فكريًّا ومعرفيًّا، وتكوِّن لدى نفسك مكوِّناتٍ معرفيَّةٍ إيجابيَّةٍ جديدةٍ، هذا قطعًا جزء أساسي وأصيل في العلاج.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net