لدي قلق وفزع عند الاستيقاظ من النوم وخوف في صلاة الجمعة!

2016-07-25 05:22:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصتي منذ تقريباً عشر سنوات أول مرة أصابتني الحالة كنت في البيت جالسا وفجأة أصابني هبوط بالضغط، وتسرع بدقات القلب، وزادت دقات القلب حتى ظننت أنني سأموت، ذهبت المشفى، وقال الدكتور لا يوجد شيء، وعدت إلى البيت ولم أدر ما حصل لي.

المهم تجاهلت وضعي، ثم أيام الجامعة كنت في المسجد وأصابتني حالة هلع وتصببت عرقاً وصرت أتخيل أنني سأموت، صرت أفكر بالموت كثيراً جدا، أصبحت مكتئبا من وضعي واستسلمت, قلت إن كنت سأموت فليكن، المهم حالتي زادت ولم أعالج نفسي، بعد الجامعة زادت حالتي.

علماً أنني فاقد الثقة بنفسي، وأخجل كثيرا، وعلاقاتي الاجتماعية بدأت تنحصر رغم أنني محبوب من الجميع تقريباً، صرت أفقد سيطرتي على تفكيري، وصرت أخاف من المستقبل، وصرت أقلق كثيرا وأحيانا أستيقظ من نومي فزعا، وإذا تابعت الأخبار يزداد ضغطي ورأسي يكاد ينفجر، وصلاة الجمعة أخاف أن أصلي لوجود عدد كبير من الناس، وإذا صليت أذهب متأخرًا، وأجلس قرب الباب، هذه حالتي أفيدوني.

جزاكم الله خيرًا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكل عام وأنتم بخير.
أيها الفاضل الكريم: من خلال تدارسي لرسالتك هذه، وهي رسالة واضحة وبينه أقول لك أن النوبة التي أصابتك قبل 10 سنوات كانت نوبة فسيولوجية، بمعنى أنه يعرف أن ضغط الدم قد انخفض في بعض الأحيان مثلاً إذا كان الإنسان جالساً، ثم نهض فجأة، وهذه ليست أشياء مرضية إنما هي تأتي في النطاق الفسيولوجي الطبيعي، لكن يظهر أن الحالة كانت لديك شديدة؛ مما أدى إلى تسارع في ضربات القلب، وهذا أدخل عليك شيئا من الهرع والمخاوف والفزع التي أعطتك الشعور بقرب المنية.

هذه الحالة معروفة جداً، بعد ذلك وخلال فترات متباعدة أتتك نوبات، النوبات هذه تختلف من النوبة الأولى، لكن النوبة الأولى هي الشرارة أو هي الانطلاقة الحقيقية لما عانيت منه مستقبلاً، أي أن التجربة السابقة قبل 10 سنوات ظلت متمركزة ومخزنة في كيانك الوجداني الداخلي وعلى المستوى العقل الباطني، فبعد ذلك حين تكون عرضة لأي قلق بسيط تحدث لديك نوبات الفزع والهرع التي أصبحت تعاني منها، ومن الطبيعي جداً لصاحب المخاوف عامة أن يوسوس ويطرح على نفسه أسئلة كثيرة جداً تضعه في حيرة، وهذا يولد المزيد من القلق والتوتر ومن المخاوف، وليس من المستغرب أبداً أن يكون هنالك شيء من الخوف الاجتماعي كما هو في حالة شخصك الكريم.

أيها الفاضل الكريم: هذه المقدمة مهمة، وهذا الشرح مهم جداً؛ لأن الإنسان إذا فهم علته هذا من وجهة نظري يمثل أكثر من 50% من العلاج، الحالة بسيطة ونسميها بقلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي وعلاجها عن طريق الأدوية، عقار سبرالكس من الأدوية الفاعلة من الأدوية الممتازة، من الأدوية التي تعالج القلق والتوتر والوساوس والمخاوف دون أن يسبب الإدمان، والدواء يجب الالتزام بجرعته وإن راجعت طبيباً نفسياً فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع يمكن أن تذهب إلى طبيب الرعاية الصحية الأولية، أو تتحصل على السبرالكس من الصيدلية فهو دواء بسيط وغير إدماني كما ذكرت لك، لكن يجب أن يكون عمرك أكثر من 20 عاماً، من هم عمرهم أقل من 20عاما يجب أن لا يستعملوا هذا الدواء إلا تحت إشراف طبي مباشر.

جرعة السبرالكس هي أن تبدأ بـ 5 مليجرام نصف حبة من الحبة التي تحتوى على 10 مليجرام تتناولها لمدة أسبوعين، ثم تجعلها 10 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم تجعلها 20 مليجراما يومياً لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى 10 مليجرام يومياً لمدة 4 أشهر، ثم تجعلها 5 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم تجعلها 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهراً آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: طريقة الاستعمال هذه مهمة وكما تلاحظ أوضحنا لك الجرعة التمهيدية، أو جرعة البداية، ثم جرعة العلاج، ثم جرعة الوقاية ثم جرعة الاستمرارية والتوقف التدرجي.

الدواء ربما يفتح الشهية قليلاً نحو الأكل، وبالنسبة للمتزوجين ربما يؤخر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر على مستوى هرمون الذكورة أو الصحة الإنجابية عند الرجل أو المرأة.

أيها الفاضل الكريم: هنالك علاجات أخرى بجانب العلاج الدوائي، وهي تجاهل هذه الأعراض وأن لا تدع أي مجال للفراغ، وأن تدير وقتك بصورة جيدة وممتازة أن تمارس الرياضة، أن تصر على التواصل الاجتماعي، وأن تحقر فكرة الخوف هذه، أن تكون دائماً رجلا ذا همة ويد عليا.

صلاة الجماعة -أخي الكريم- من أفضل أنواع العلاج الجماعي الذي يعالج المخاوف فاحرص على ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعاً، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

www.islamweb.net