انتكست حالتي بعد أن تحسنت من نوبات الهلع!

2017-02-04 23:51:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أعاني من نوبات الهلع منذ أكثر من 5 سنوات، وكنت آخذ دواء سيبرالكس طول هذه المدة، وكانت الأمور طبيعية جداً، ومنذ حوالي 6 شهور حدثت انتكاسة شديدة جداً جعلتني أخاف الخروج من المنزل.

ذهبت للطبيب، وأعطاني مضاداً للذهان - لا أتذكر اسمه للأسف- مع السيبرالكس ولكن دون جدوى، ثم أعطاني ستابلون مع سيبرالكس وتحسنت الحالة بنسبة 70%، ولكن الشركة المصنعة توقفت عن إنتاج الدواء في مصر فذهبت له مرة أخرى؛ فوصف لي استيكان 20 مجم بمعدل نصف قرص صباحاً مع سيبرلكس أيضا، وأنا أتناول هذه الجرعة منذ 10 أيام، وقد اختفت نوبات الهلع، لكني أشعر ببعض القلق أثناء الخروج من المنزل، لكن في نفس الأيام العشرة كنت أشعر بصداع رهيب وإحساس بخمول، والنوم كثيراً.

عندما بحثت عن دواء استيكان؛ وجدت أنه نفس تركيبة سيبرالكس تقريبا، لذا أعتقد أنه لا فائدة منه مع سيبرالكس، وأعتقد أني أحتاج دواء آخر، فما رأي سيادتكم حول هذا الأمر؟ وما هي الأدوية التي من الممكن تناولها مع سيبرالكس وتساعد في تحسين الحالة بدون أعراض جانبية شديدة؟ وما هي مدة التداوي بهذا العلاج؟ وهل فافرين ملائم لهذه الحالة؟

وفي حالة ملائمة فافرين لي، هل من الممكن الجمع بين سيبرالكس وفافرين؟ وما هي مدة استخدامه؟ وهل يتم إيقاف استيكان مباشرة أم له طريقة لإيقافه؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قبل الحديث عن العلاجات والأدوية النفسية، يجب معرفة التشخيص الصحيح، التشخيص الصحيح دائمًا يؤدي إلى وضع الخطة العلاجية المناسبة، ومتابعة تطور المرض واستجابته للدواء أم لا.

ذكرتَ أنك تعاني من نوبات الهلع، ونوبات الهلع قد تكون جزءًا من اضطراب الهلع، وفي اضطراب الهلع يكون هناك نوبات هلع متكررة، نوبة الهلع هي إحساس بالقلق والتوتر مع خوف شديدٍ جدًّا، فزع أو هلع بأن هناك شيئاً سيحدث، مثل أن يُتوفى الشخص، أو يُصاب بذبحة صدرية، أو يُغمى عليه، أو يذهب عقله، وتستمر النوبة عادةً من عشر دقائق أو ربع ساعة إلى نصف ساعة، ونادرًا ما تزيد عن ذلك، ثم بعدها يرجع الشخص إلى حالته الطبيعية، ولكن قد تتكرر هذه النوبة في اليوم، أو في الأسبوع، أو في الشهر، وبين النوبات يكون هناك قلق شديد وخوف من حدوثها مرَّة أخرى، هذا يُسمَّى (اضطراب الهلع)، وقد تحدث نوبات الهلع كجزء من اضطراب القلق النفسي، وتكون أقلّ حِدَّة من النوبات التي تحصل في اضطراب الهلع.

إذًا التشخيص مهمٌّ، هل تعاني من اضطراب الهلع؟ أم تعاني من نوبات هلع مُصاحبة لقلق نفسي؟ هذا من ناحية.

أما من ناحية العلاجات: فالسبرالكس طبعًا من فصيلة الـ (SSRIS) وهو دواء فعّال لنوبات الهلع وللاكتئاب النفسي وللقلق في نفس الوقت.

السبرالكس عادةً يأتي في شكل حبوب، بتركيز عشرة مليجراما، وعادةً معظم الناس قد يستفيدون من جرعة عشرة مليجراما، وبعضهم قد يستفيد من جرعة عشرين مليجرامًا.

أما الاستكان؛ فكما ذكرت، نعم هو نفس المادة العلمية التي تكون من مكونات السبرالكس، وهي الـ (استالوبرام) والاستكان تركيزه عشرون مليجرامًا، فأنت مُحقّ في أنك إذا أخذت السبرالكس مع الاستكان فهما دواء واحد، ولا أدري ما هو تركيز السبرالكس الذي كنت عليه؟ إذا كنت تأخذ السبرالكس بجرعة عشرين مليجرامًا مع تناول الاستكان عشرين مليجرامًا، أي أنك كنت تتناول أربعين مليجرامًا من الإستالوبرام، وهذه جرعة كبيرة، نادرًا ما تزيد الجرعة عن عشرين مليجرامًا، وفي بعض الأحيان نادرًا جدًّا جدًّا قد تصل الجرعة إلى ثلاثين مليجرامًا.

طالما أنك تتناول السبرالكس فليس هناك داع لتناول الاستكان، وليس هناك داع من التوقف عنه تدريجيًا؛ لأن المادة ما زالت في جسمك، وهي الإستالوبرام.

فإذًا التوقف عن الاستكان مباشرة إن شاء الله لن يُحدث مشكلة؛ لأنك ما زلت تتناول السبرالكس. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: عادةً يُفضّل أن يُؤخذ دواء واحد إلى أقصى جرعة، وإن لم يتم التحسُّن على هذا الدواء يمكن استبداله بدواء من فصيلة أخرى، مثلاً إذا لم تتحسَّن على السبرالكس –أو صارت الاستجابة له ليست كالسابق وأخذتَه بأعلى جرعة– فمن المستحسن أن تنتقل إلى دواء آخر من فصيلة أخرى، مثل الـ (فلافاكسين) مثلاً، أو الـ (دولكستين) والـ (ميرتازبين) لأنها من فصيلة أخرى غير فصيلة السبرالكس.

الفافرين هو من نفس فصيلة السبرالكس، أي مضادات الاكتئاب فصيلة الـ (SSRIS)، والفافرين أفيد في علاج الوسواس القهري، ارتبط بفعالية أكثر في الوسواس القهري. فإذًا: رأيي إذا السبرالكس لم يعد كما كان في السابق أن تُجرِّب دواء آخر مثل الفلافاكسين أو الـ (برستيك) لأنهما من فصيلة أخرى.

أما مدة العلاج – يا أخي الكريم – فتعتمد في المقام الأول على مدى استجابتك للعلاج وزوال الأعراض، كلما زالتْ الأعراض يمكن بعد ذلك تخفيض الدواء بالتدريج حتى يتم التوقف عنه نهائيًا، وأنا دائمًا أنصح القُرَّاء –الذين يستشيرونني– بأهمية العلاج النفسي مع العلاج الدوائي، وواضح من كثير من الأبحاث أن العلاجات النفسية حينما تُجمع مع العلاجات الدوائية تكونُ أكثر فعالية، خاصة العلاج النفسي السلوكي المعرفي.

إذًا –يا أخي الكريم– تحتاج إلى مراجعة طبيب نفسي آخر لمراجعة التشخيص – كما ذكرت – ومن ثمّ إعطائك العلاج المناسب، إمَّا بتغيير الدواء إلى دواء آخر من فصيلة أخرى، ويا حبذا لو تمّ تحويلك من قِبله إلى معالج نفسي للجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي، ومع المتابعة المستمرة للطبيب النفسي ومراجعة الحالة وأخذ تاريخ مرضي، وبالتالي سوف يُقرر الطبيب متى يتم التوقف من الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net