أعاني من القلق والخوف من المشاجرات قبل أن تحدث

2017-02-16 04:23:51 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أعزائي، أنا بعمر 30 سنة، غير متزوج، وعاطل عن العمل منذ تخرجي.

أعاني من الخوف من المشاجرات قبل أن تحدث، أفكر بها كثيراً، وبالأشخاص الذين من الممكن أن يؤذوني أو يؤذوا عائلتي.

على سبيل المثال: جارنا مفتعل المشاكل أو شخص يتكلم معي بطريقة ما، وأغضب من صمتي، لكنني إذا صادفته ألقي التحية خشية المشاكل، رغم أنه شخص سيء أخلاقياً.

المثال الآخر: موقف السيارة، أخشى أن يقف أخي بمكان قريب من سيارته أو أبي أو ضيف يأتي لمنزلنا، لأنه سبق أن صدم سيارة أخي لأنها كانت قريبة منه، وسبق أن تشاجر مع ضيف كان يأتي إلينا، صرت أراقبه وأراقب أين يوقف إخوتي سيارتهم، بل أراقب تصرفاته.

إذا سمعت صوتاً أنظر مع النافذة، وهكذا، حتى أصدقائي لا أحب أن يأتوا إلي بسبب هذه المشاكل، رغم أن آخر مشكلة حدثت معه قبل عام!

كذلك إذا تحدث معي بائع بصوت مرتفع أغضب، وأشعر أنه يحتقرني، وأحياناً أعبر عن غضبي، وأحياناً لا، والخوف غالباً الذي يحدد.

أنا أكره ضعفي وأقاومه، وأحاول أن أتجاهل، لكني لا أستطيع غالباً، ولست اجتماعياً، لكني أتحدث مع الغرباء بصورة طبيعية جداً، ولا أشكو من هذا وسبق أن استشرتكم، وأخبرني الطبيب أن أتناول سيروكسات، ولم أفعل لأني قرأت عن أعراضه الانسحابية، ونوعاً ما ليس لدي ثقة في الأدوية، وبنفس الوقت أحتاج الدواء! فشخصيتي مترددة جداً، ولم أتعلم القيادة.

وشكراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فلان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأول ما أبدأ به – أخي الكريم – أقول لك: إن العمل هو أكبر علاج تأهيلي لتطوير الإنسان ومهاراته وإشعاره بقيمته الذاتية.

أحزنني كثيرًا أنك لا تعمل، وأنا أقول لك: يجب أن تعمل، وسوف تجد خيرًا كثيرًا في العمل، وهذا الضجر الذي يأتيك، وهذه السلبيات في التقدير، وضعف تقدير الذات، والتوجُّس وافتقاد النسيج الاجتماعي الصحيح، هذا كله – أخي الكريم – سببه أنك لا تعمل، فالعمل علاج، لدينا علم كبير جدًّا في علوم السلوك يُسمى (العلاج بالعمل)، فاحرص على العمل، بارك الله فيك.

الأمر الآخر أخي: أنا أراك شخصًا جيدًا، لكن فيك حساسية، لديك تفكير سلبي كبير، وأنت لا تُقدِّر قيمتك وذاتك كما هو مطلوب.

المطالب هو أن تُحسَّن نسيجك الاجتماعي مهما كان، واعرف – يا أخي – قيمة زيارة الأرحام، اعرف – يا أخي الكريم – قيمة مشاركة الناس في أفراحهم، في أتراحهم، هذه قيم اجتماعية عظيمة، تعود عليك أنت بالفائدة، وأنت محتاج لهذه الأنشطة، والمثابرة عليها كنوع من العلاج الأساسي.

أريدك أن تُخصص حيِّزًا كبيرًا في تفكيرك وأفعالك فيما يتعلق ببر والديك، إن شاء الله تعالى أنت من البارَّين بهم قبل أن أقول لك أنا، لكني أريدك أن تحرص على هذا، لأن في هذا علاج.

بالنسبة – أخي الكريم – لهذا الجار: يجب أن نعرف حقوق الجار، وأنت ألق عليه تحية الإسلام، ليس خشية من المشاكل، لكن كنوع من التأدب ومكارم الأخلاق، وأن تُشعره بأنكم أفضل مما يتصورون، وخيرهم من يبدأ بالسلام، وإلقاء السلام يجلب المحبة، (ألا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).

أخي: من المهم جدًّا أن تمارس الرياضة وتجعل لها وقتًا مهمًّا في حياتك. لا بد أن تضع نصب عينيك المستقبل، وكيفية إنجاز ما تودّ إنجازه. أرجوك أن تجعل لحياتك قيمة من خلال العمل.

أنا أعتقد أنك لو اتبعت ما ذكرته لك قد لا تحتاج للدواء أصلاً، فأرجو أن تجعل لحياتك قيمة، هذا هو الذي أُكرره، وهذا هو الحل والعلاج في حالتك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net