هل أعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟ ومن أي درجة؟

2017-03-19 02:57:03 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب عمري 26 سنة، أعزب طولي 182، ووزني 87 كم، أعاني من بعض المشاكل منها، فعندما أبدأ في أي شيء جديد يكون لدي الحماسة ثم بعد ذلك لا أستمر به أي أن مشكلتي عدم الاستمرارية في أي شيء، وأعاني من التردد كثيرًا عند اتخاذ أي قرار مهما كان تافهاً، وأتجنب المواجهات كثيرا لشعوري بالخجل، وعدم الثقة بالنفس.

أعاني أيضاً من التفكير الزائد والمتواصل، وأحيانا كثيرة أميل إلى الانطواء والانعزال وعدم المشاركة في المناسبات الاجتماعية، ولا أريد الكلام مع أحد مطلقاً، ثم أني أستيقظ صباحاً أشعر بضيق، وفي العمل أشعر بعدم التركيز وشرود الذهن والنسيان، وأشعر أني مُشتتا، وأحياناً عندما أكون جالساً بمفردي تأتيني أفكار أتمنى فيها الأذى لنفسي، وأحياناً أتذكر مواقف تضايقني من الماضي مما يجعلني أشعر بالحزن.

كما أنني أعاني من الآلام بالرقبة وحساسية بالأنف والجيوب الأنفية ودوالي بالخصية اليسرى، وسرعة القذف.

الجدير بالذكر أني قمت بتجربة بعض الأدوية النفسية، ولاحظت تأثيرها معي مثل البروزاك مع الدوجماتيل، والنتيجة كانت انشراحا وهوسا زائدا، وسبب لي أرقا، الأمر الذي دفعني للعصبية، وأيضا سبب لي شيئا من التململ الحركي، وقلق القعود، وسبب لي رعشة أيضا، وضعفا في الشهية، وجرأة زائدة.

استخدمت ويلبوترين بمعدل حبة صباحا، ولكنه سبب لي ارتفاعا بضغط الدم لذلك توقفت عن استخدامه، واستخدمت افكسر بمعدل حبة صباحا، ولكنه أيضا سبب لي ارتفاعا في ضغط الدم، وتوقفت عنه أيضا، ثم استخدمت لوسترال مع بوسبار لمدة 3 شهور، وسبب لي أيضاً هوسا وانشراحا زائدا.

ثم استخدمت سوليان مع سيروكسات والنتيجة ارتفاعا في هرمون الحليب، وكثرة اللعاب، ولم أرتح لهذه الآثار الجانبية.

كل ما أريده أن أرتاح نفسياً وأستيقظ صباحاً سعيدا ومُقبلا على عملي، وعلى يومي، وعلى حياتي كلها، وأن أشعر بطعم الحياة، وأشعر بالدافعية والطاقة الإيجابية.

هل أعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟ وإذا كنت أعاني منه فمن أي درجة؟ ومن أي قطب في الغالب؟ وهل الابليفاى مناسب لشخص كحالتي؟ وإذا كان مناسبا فما جرعته؟

أريد فضلاً لا أمراً تشخيصا لحالتي، لأني تعبت جدا، وأريد خطة علاجية مناسبة لي؛ لأني لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي لظروف خاصة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأشياء التي ذكرتها في أول الاستشارة كلها تشير إلى سمات في الشخصية أكثر من أنها أعراض مرض نفسي، ولا أدري متى بدأت معك، فإذا كانت هذه الأشياء من تردد وعدم المواجهة، كل هذه الأشياء إذا كانت معك منذ فترة طويلة أي منذ أن بلغت 18 سنة، وهي مستمرة حتى الآن، فهذا يعني أن هذه سمات في شخصيتك، وليست أعراضا نفسية، وبعد ذلك نسبة لما أحدثته لك من مضايقات أتت أعراض الاكتئاب النفسي مثل الضيق في الصباح، والشعور بالكآبة، والتفكير في إيذاء النفس، وهنا تكون أعراض الاكتئاب ثانوية لسمات الشخصية التي سببت لك صعوبات في الحياة، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى لا أدري كيف استعملت هذا الكم الهائل من الأدوية، هل استعملته تحت استشارة طبيب نفسي، أم كنت تحصلت عليه بطريقتك الخاصة؛ لأنه لا بد من استعمال الأدوية النفسية تحت إشراف طبيب نفسي.

الطبيب النفسي هو الذي يستطيع أن يحدد الجرعة، ويتابع التأثير على الأعراض، ويتابع وجود أعراض جانبية، ومن ثم الحكم هل ما تحس به من هوس مثلاً أو نشاط زائد هو أعراض جانبية للدواء، أم هو أعراض لمرض آخر لم يكن ظاهراً، وهذا مهم جداً يا أخي الكريم.

أما عن سؤالك الأخير بتشخيص حالتك، وبالذات هل تعاني من اضطراب وجداني أم لا؟ أؤكد لك أن الاضطراب الوجداني لا يمكن تشخيصه من خلال هذه الاستشارة، لا يمكن تشخيصه من هذه الاستشارة على الإطلاق؛ لأن الاضطراب الوجداني مع التاريخ المرضي يحتاج لكشف الحالة العقلية، وكشف الحالة العقلية لا يتأت إلا بالمقابلة المباشرة، لا يمكن على الإطلاق أن نشخص وجود اضطراب وجداني ثنائي القطبية من خلال هذه الاستشارة فقط، وليس محلها هذه الاستشارة، وقد تساعد في تشخيص الحالات التي يمكن تشخيصها من خلال التاريخ المرضي فقط، مثل نوبات الهلع الرهاب الاجتماعي، الوسواس القهري، القلق البسيط كل هذه الأشياء يمكن أن نشخصها من خلال التاريخ المرضي الذي يذكر في هذه الاستشارات، ومن ثم أحياناً نساعد في إعطاء بعض العلاجات، ولكن الاضطراب الوجداني لا بد من تشخيصه عن طريق المقابلة المباشرة، ومن ثم إعطاء المعالج العلاج المناسب إذا كان الأبليفاي أو أي شيء آخر، وأرجو أن تحاول أن تقابل طبيبا نفسيا مهما كانت الظروف، ومهما كانت الأعذار؛ لأنك استعملت الكثير من الأدوية النفسية، وواضح أنها أحدثت بعض الآثار الجانبية، وآن الأوان أن تقابل طبيبا نفسيا يا أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net