أختي حسودة متشائمة ولا تقبل النصيحة، فكيف أتصرف معها؟

2017-06-21 02:14:16 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم والرحمة.

قبل سنتين عانيت من أعراض الإصابة بالعين، وعشت أياما وكأنني في حلم، ودعوت الله كثيرا ليفرج حالتي، وفي نفس السنة أول يوم من رمضان حلمت أن أختى تقرصني من عظمة عجب الذنب وأنا أصرخ، والتفت إليها ورأيت وجهها غاضبا، استيقظت وعلمت أن تفسير الحلم أنها تحسدني على حياتي، لأن عجب الذنب دلالة على الحياة، وسألت شيخا مفسرا، وقال لي بأن أغتسل من أثرها، وفعلت كذا مرة حتى ذهبت الأعراض.

نفس الأخت لا تكف عن إبداء الإعجاب بأي شيء بي حتى لو كان بسيطاً دون ذكر الله، وتلحق إعجابها بتنهيدة ويتكرر ذلك كثيرا.

أصبحت أحرص على الأذكار تماما، لكن كيف العمل مع هذه الأخت؟ وخاصة أنها دائما متشائمة في الحياة وسلبية وتكثر من نقد الآخرين، ولا تقبل النصيحة، ولم أعد أطيقها، لا يمكنني أفتح معها مجالا للعيش، مع العلم أنني أعاملها معاملة حسنة.

أرجو إرشادي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- وردا على استشارتك أقول:

- فالحسد حقيقة ذكرها القرآن الكريم ويقع من الأنفس التي لا ترضى بما قضاه الله وقدره، وبما قسم لكل إنسان، وقد يكون الحاسد من أقرب الناس للمحسود، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما يمنع أحكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه في نفسه وماله فليُبَرِّك عليه، فإن العين حق) وقال: (إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق) معنى فليُبَرِّك عليه: يدعو له بالبركة، وقد أمرنا الله تعالى بأن نستعيذ به من شر الحاسد فقال سبحانه: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).

- علاج الحسد أو العين أن يغتسل أو يتوضأ من يشك فيه، ثم يغتسل المحسود بذلك الماء فإن لم يمكن ذلك فبالرقية.

- أنصحك بالمحافظة على أذكار اليوم والليلة، فإنها حرز من شياطين الإنس والجن، واجتنبي ذكر ما يجعل الأنفس الشريرة تشتاط غضبا في الأماكن التي يتواجدون فيها، واطلبي من الحاضرين في حال أن زلت لسانك أن يقولوا ما شاء الله تبارك الله.

- استعيني على قضاء حوائجك بالكتمان، فإن وراء كل نعمة حاسد هكذا ورد في الحديث النبوي.

- الأنفس الشريرة تعالج بتقوية إيمانها الذي يوصلها إلى ألا تستنكف أن تقول في الأشياء التي تعجبها ما شاء الله تبارك الله، وتجعلها ترضى بما قسم الله تعالى لها، فاجتهدي في ذلك قدر استطاعتك واستعيني بعد الله بمن هم أقرب إلى أختك سواء من إخوانك أو من زميلاتها، فهنالك الكثير ممن تقوى إيمانهم عدلوا عن هذا الطريق وصاروا لا يحسدون أحدا.

- حثوها على أن تكون متفائلة، فالتفاؤل يمنح الإنسان الآمال ويفتح الآفاق، وصاحب الإيمان القوي يأخذ التوجيهات برحابة صدر فليكن هذا بعد الاجتهاد في تقوية إيمانها.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يعينك ويجري الخير على يدك والله الموفق.

www.islamweb.net