وضعي المادي وتقدمي في السن يصعبان عليّ مهمة الزواج.. ماذا أفعل؟

2017-07-09 04:36:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم أولا على جهودكم وما تقدموه من عون للمسلمين بعد عون الله عز وجل.

أنا بعمر 33 عاماً، أريد الزواج، ولكني أعمل عملاً راتبه ضعيف جداً لا يفتح بيتاً، حيث إني أعمل في وظيفة حكومية في مصر وتأخذ معظم وقتي؛ لأنها بعيدة عن بلدي بساعة ونصف ذهاباً، ومثلها إياباً، ومعظم وقتي ضائع، فضلاً عن ضياع المال في الموصلات.

لا أستطيع أن أعزز وضعي المادي بعمل آخر، فكرت كثيراً أن أترك هذا العمل، ولكن الكل نصحني بأنها وظيفة حكومية لا تستطيع الحصول عليها مرة أخرى.

منذ خمسة أشهر توكلت على الله وتقدمت لخطبة فتاة، ولكن تركتها بعد أن حددت ميعاد الزواج؛ لأنها تريد فرحاً غير إسلامي، وكذلك تسافر وحدها، وتسكن عند غير محارمها من أبناء عمومتها بحجة أن له من البنات من في عمرها.

علماً بأني حين تقدمت كنت لا أعلم من أين سأعيش أنا وهي براتبي الذي لا يكفيني وحدي، ولكني أخذت بالأسباب أن الله سيرزقني بالنكاح.

حالياً أنا محبط جداً بسبب تقدم عمري الذي كلما تقدمت لفتاة يقولون سنّه كبير، فضلاً عن وضعي المادي حين يسألون عن راتبي، فضلاً عن خطيبتي السابقة التي شهرت بي، وقالت عني متشدد، وكل شيء عنده حرام، ماذا أفعل؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية أود أن أقف معك على نقطة جوهرية في موضوع الزواج، ألا وهي أن الزواج رزق من الله سبحانه وتعالى لا يملك أحد على وجه الأرض منعه ولا منحه، وإنما أمره بيد الله وحده، فإن شاء عجل وأعطى وإن شاء أخّر أو منع، وحينها يكون المنع هو عين العطاء، لدفع ضرر قد لا يدركه الإنسان بفهمه القاصر، وقد يكون التأخير أيضاً لحكمة لا يعلمها إلا الله، ومع ذلك لا بد من الأخذ بالأسباب لتحصيل هذا الرزق، ومن هنا ننصحك بالتالي:

1- إخلاص النية: أن تكون نيتك من الزواج العفة وصون النفس، وإنجاب ذرية صالحة تربيها على منهج الشرع والدين الإسلامي، وتكوين أسرة مسلمة تكون نموذج يحتذى، يسودها الحب والوئام.

2- تقوى الله: اتق الله في نفسك، والزم غض البصر، وابتعد عن أجواء الاختلاط إن وجد، واجتنب إقامة علاقات صداقة مع النساء بحجة التعارف، ولو كن معك في مجال العمل، قال تعالى:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [ سورة الطلاق : 2-3].

3- الإلحاح في الدعاء وتحري ساعات الإجابة، وخاصة ساعات السحر قبيل الفجر، عند الأذان، بين الأذان والإقامة، يوم الجمعة، والزم أوراد الصباح والمساء، كما أنك ذكرت أن عملك يبعد عن سكنك حوالي الساعة والنصف ذهاباً ومثلها إياباً، عليك أن تستغل هذا الوقت بقراءة القرآن الكريم، وخصص لنفسك جزءا أو أكثر حسب استطاعتك، فإن ذلك سيورث قلبك طمأنينة وسكينة.

4- الإكثار من الاستغفار: قال الله تعالى: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح/10 - 12 .

5- بر الوالدين فلا تدري كم يفتح من أبواب التوفيق وتيسير الأمور، فمن أعظم الأسباب لتيسير أمور زواجك برك بوالديك.

6- اعلم أن الرزق يحتاج إلى سعي، إلى حركة وإرادة وعزم وإقبال، ولا يُنال بالتمني، فلا بأس وإن كان العمل يأخذ ساعات طويلة من وقتك، ولكن ابذل جهدك لتستغل البقية المتبقية منه، ممكن بإعطاء دروس خصوصية في المواد المتمكن منه، ممكن بفتح مشروع صغير برأس مال متواضع يكبر شيئاً فشيئاً، طالع في محركات البحث في الإنترنت في مجال المشاريع الصغيرة، وستجد الكثير من الأفكار التي تعينك على الانطلاق.

7- ذكرتَ أن الفتاة التي تقدمت لخطبتها شهرت بك، عليك أن تتناسى ذلك، وأن تعتبره صفحة مطوية وانتهت، وألا تركز على هذا الأمر نهائياً، فعندما يحين الأوان ويأذن الله بالزواج، فلا أحد يستطيع أن يمنعه عنك.

8 ـ كن صادقاً مع الله تعالى في كل تصرفاتك واتق الله ظاهراً وباطناً، وستجد أن الله يهيء لك من أمرك مخرجاً ويرزقك من حيث لا تحتسب بزوجة صالحة مناسبة.

أسأل الله أن يرزقك زوجة صالحة تكون قرة عينك وقلبك، ويرزقكما سعادة الدارين اللهم آمين.

www.islamweb.net