أشعر بأنني لا أعيش الواقع ووساوس الموت تزعجني كثيرا فما هو الحل؟

2017-07-25 02:03:14 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة كثيرة القلق والتوتر، وأصبحت أعاني من وسواس الموت منذ ستة أشهر، ولدي أعراض كثيرة مثل: الأحلام المزعجة، والقلق من أي تاريخ في المستقبل أو أي مناسبة، لأنني أربطها بالموت، وخلال أسبوعين أو أكثر هناك أمر غريب يحصل لي، وهو إحساسي بأنني عشت الموقف قبل ذلك، وحالتي ليست ديجافو.

لا أستطيع تخيل ما سوف يحدث في نفس الموقف، أشعر بأنني أرى شريط حياتي، وكلامي لا يدور حول موقف أو فكرة عابرة خلال اليوم، ولكنها حالة يمكن أن تستمر لساعات طويلة، وأشعر فيها بأنني منفصلة عن الواقع، وليست المرة الأولى التي أعيش فيها الأحداث، وهي في الحقيقة مواقف أعيشها لأول مرة وليست كما أتخيل، وخلال الموقف أكون بحالة من التركيز، ثم أحاول التذكر، هل حصل هذا الموقف من قبل أم أنها المرة الأولى؟ وفي بعض المواقف أتذكر مواقف سابقة في الطفولة، وأحلام من الطفولة، وتحدث لي كثيرا دون قصد، مع العلم أنني أعاني من انخفاض الضغط، والقولون العصبي، وجرثومة المعدة، والأنيميا.

أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، أنت لديك مخاوف حول الموت، ومنهجك في التفكير هو منهج وسواسي، وما تحدثتِ عنه من ظاهرة الشعور بالألفة لما هو غريب، أو لما هو يحدث، وشعورك أيضاً بالتهرب من الواقع في بعض الأحيان، واستذكار أحلام الطفولة، هذا -أيتها الفاضلة الكريمة- كله قائم على خلفية الطاقات النفسية التي يشوبها القلق والوسوسة، القلق النفسي يؤدي إلى مثل هذه الظواهر ولا شك في ذلك، هي بالفعل ليست ديجافو كما ذكرت، إنما هو خليط من القلق التوقعي وأحلام اليقظة والشعور بالألفة، وكما ذكرت لك القلق وفي بعض الأحيان الإجهاد النفسي، وحتى الإجهاد الجسدي قد يؤدي إلى مثل هذه الظواهر، هي ظواهر ليست مرضية، وغالباً ما تكون عرضية، وخير وسيلة لعلاجها هي علاج القلق، وأفضل علاج للقلق أنا أقول لك لا تقلقي، استمتعي بحياتك بما هو طيب وجميل وحوّلي القلق من قلق سلبي إلى قلق إيجابي، اجعلي لنفسك برامج وحددي أهدافك، وحددي السبل والطرق والآليات التي توصلك إلى أهدافك، ولا بد أن تكوني إنسانة مشارك مشاركة حقيقية في الحياة.

هذا المفهوم لا يمكن أن نصل إليه إذا لم نكن نافعين لأنفسنا ولغيرنا، فعليك بالتفكير على هذا النمط، وتطبيق ما ذكرته لك، وهنالك آليات ممتازة تخفف من القلق، أو تحوله من قلق سلبي إلى إيجابي، أهمها النوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة، التوازن الغذائي، الدعاء، بناء النسيج الاجتماعي الجيد، عدم الكتمان والتعبير عن الذات أو ما نسميه اللجوء إلى التفريغ النفسي، هذه كلها آليات طيبة؛ فأرجو أيضاً أن تحرصي عليها، وأعتقد أنها علاج أساسي بالنسبة لك، وساوس الخوف من الموت يجب أن تحسم من خلال صدها ورفضها وبناء قناعات الشرعية، وهو أن الموت بيد الله تعالى الحياة والموت بيد الله تعالى، وأمر الموت لا اختيار ولا مشورة فيه، والإنسان يعمل ويجتهد في هذه الدنيا ويكون مستبصراً إلى أن يعمل لآخرته، وأن يكون مستعداً للقاء ربه.

اسأل الله أن يطيل في عمرك وأن يحسن عملك، وهذا الذي تحتاجين إليه وليس أكثر من ذلك.

حقيقة أن لديك قولون عصبي أو عصابي هذا دليل على أن مكوّن القلق هو جزء من شخصيتك، وما ذكرته لك من إرشادٍ سوف يساعدك كثيراً في إزالة هذا القلق، جرثومة المعدة يجب أن تعالج، انخفاض الضغط يعالج من خلال أن تزيدي قليلاً من معدل تناول الملح في الطعام، وتناول البسكويت المملح، وهذه الأشياء سوف تكون كافية جداً بالنسبة لك، لا أراك محتاجة لعلاج دوائي.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net