أعاني من وسواس الموت وأشعر بالاحتضار، فماذا أفعل؟

2017-10-09 01:22:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع الرائع.
أنا فتاة عمري 18 سنة، قبل خمس سنوات تقريبا عانيت من وسواس الموت كثيرا، لكني تغلبت عليه،
بعدها بفترة طويلة عانيت من وسواس العقيدة والإلحاد رغم أني كنت متدينة، وأؤمن بوجود الله وأحسن الظن به، وحتى جادلت ملحدا في وجود الله، ولكن أتعبني هذا الوسواس جدا، وكنت خائفة أن أخرج من الملة، وتكون نهايتي النار، ولكن -بفضل الله- تغلبت عليه.

الآن أعاني من كلا الوسواسين، فأشعر بضيق تنفس، ووجع في القلب، ودوخة ملازمة، وكأني أحتضر، صرت أخاف من الموت، وأخشى أن أرحل ولم أعمل لآخرتي، فأكون خسرت الدنيا والآخرة.

قرأت كثيرا عن هذه الوساوس والأفكار، لكني أشعر أن حالتي مختلفة، أتعبت والديّ، وأحس بآلام في جسدي لا أعرف موضعها بالضبط ولا مصدرها، لا أنام إلا بالقرب من والدي، علما أني أصلي ولكني لا أشعر بالخشوع، وأذكر الله، وأحافظ على ورد القرآن ولا يؤثر بي، أشعر أن قلبي محاط بجدار، وأن إيماني نقص، وأني بعيدة عن الله كثيرا.

إحدى صديقاتي عانت من وسواس قوي، حاولت مساعدتها بكل جهدي حيث كنت أحسن الظن بالله، وقد شفيت، لكني لم أستفد مما قلته لها، صرت كسولة سريعة البكاء، فقدت الرغبة في كل شيء يسعدني، وأشعر بالاحتضار.

أفيدوني، رغم أني قرأت قصصا مشابهة لحالتي، إلا أنني غير مقتنعة، انسلبت مني الراحة النفسية، رغم أن أهلي يقولون أنني محسودة، وأبي يرقيني لكن بلا فائدة، ماذا أفعل؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الله الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن هذا النوع من الوساوس سخيف، ومؤلم للنفس، وهو -إن شاء الله تعالى- دليل على صدق وصريح إيمانك، وليس دليلاً أبدًا على ضعف شخصيتك، أو قلة إيمانك.

أيتها الفاضلة الكريمة: وساوسك وساوس فكرية، أي أنه ليس لديك وساوس أفعال أو طقوس، الوساوس الفكرية تستجيب للعلاج الدوائي بشكل رائع ورائع جدًّا، وذلك لأن النظرية الكيميائية تُعتبر نظرية مُثبتة ومُتقنة ولا جدال حولها. الذي يحدث أن الوسواس قد يكون سببه أو ينتج عنه اضطراب في كيمياء الدماغ، هنالك مادة تُسمى (سيروتونين) على وجه الخصوص يحدث فيها شيء من عدم الاتزان في إفرازها، لذا لا بد من تناول أدوية تضع هذه المادة في مساراتها الصحيحة.

مستوى اضطراب المواد الكيميائية والتي تسمى بـ (الموصِّلات والمرسِلات العصبية) - والتي كما ذكرتُ أن السيروتونين هو أحد أهمها – لا يمكن قياسها في أثناء الحياة، أذكرُ هذا لأني لا أريدك أبدًا أن تدخلي في وسواس جديد وتذهبي وتبحثي عن فحص هذه المواد.

أنت محتاجة لتناول الدواء ولا شك في هذا الموضوع، وخبرتنا كبيرة جدًّا في هذا المجال، والنتائج رائعة، اذهبي إلى طبيب نفسي، تحدَّثي مع والدك الكريم، هو يقف بجانبك، واعرفي أن العلاج الدوائي سوف ينقذك من كل ما أنت فيه.

هذا لا يعني أن العلاج السلوكي ليس مهمًّا، لا، العلاج السلوكي مهم جدًّا، والذي بالفعل تكونين قد قرأت واطلعت عليه – كما ذكرتِ -. العلاج السلوكي يتمثل في تجاهل الأفكار، ورفضها رفضًا تامًّا، وصرف الانتباه عنها، وعدم مناقشتها أو جدالها أو تحليلها، هذه هي المبادئ العلاجية.

والمبدأ الآخر هو: أن تشغلي نفسك بما هو مهم في حياتك بصفة عامة، اجتهدي في دراستك، نظِّمي وقتك، تواصلي اجتماعيًا، كوني مشاركة فعّالة على مستوى الأسرة، بهذه الطريقة تستطيعين أن توجِّهي عواطفك التوجيه الصحيح، وكذلك أفكارك.

إذًا العلاج الدوائي مهم ومهم جدًّا، وأبشرك أن نتائجه في مثل سِنِّك تكون رائعة جدًّا، هنالك عدة أدوية، أربعة أو خمسة أدوية تفيد في علاج هذه الحالة، من أفضلها عقار (فافرين) وعقار (بروزاك)، تناسب عمرك، وهي سليمة جدًّا.

فتحدثي مع والدك الكريم – كما ذكرتُ لك – واذهبي وقابلي الطبيب النفسي مباشرة، وسوف يصرف لك الدواء الذي يُساعدك، وتخرجي -إن شاء الله تعالى- من كل ما أنت فيه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net