فقدت والدي في طفولتي فصرت أخاف على كل من حولي، ساعدوني.

2017-12-04 00:18:32 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 34 سنة، في عمر السادسة فقدت والدي أمام عيني، فصرت الآن أعاني من الخوف من فقد قريب أو صديق؛ لدرجة أني قد أتسبب في مشكلة معه بسبب كثرة السؤال، وأيضا أنام بصعوبة شديدة بسبب التفكير، ولساعات قليلة لا تتجاوز أربع ساعات، وأعاني من الأرق وانشغال البال.

وأعاني من القولون العصبي، ولا أجد طعما للراحة، فإن جلست في مكان أكثر من نصف ساعة تنتابني حالة ضيق شديدة لدرجة الإحساس بالكتمة وضيق التنفس.

أرجو منكم المساعدة، ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحالة الشعور بالكتمة والضيق والتململ النفسي والحركي الذي يجعلك لا تجلس في مكانٍ واحد لفترة طويلة: هذا دليل كاف وقاطع على أنك تعاني من القلق النفسي، ومعاناتك مع القولون العصبي أيضًا مرتبطة بالقلق، ولذا نفضل أن نسميه بالقولون العُصابي، أي الذي يكون منشؤه القلق والتوتر.

لا شك أن فقدان الوالد في سِنٍّ مبكرة له تبعات في بعض الأحيان، لكن الإنسان يجب أن يفهم أن هذه هي طبيعة الحياة، والإنسان يمكن أن يعوّض ما فقده تربويًا حين يُدرك ويصل لمراحل النضوج النفسي والعمر مثل حالتك.

أخي الكريم: كثرة انشغالك بالأمور الصغيرة والخوف من فقدان قريب أو صديق: هذا أيضًا له علاقة بالقلق، لكنّه تفكير ذو طابع وسواسي في ذات الوقت، هذا الفكر يُعالج بالتجاهل، أن تُكثر من الاستغفار، أن تُكثر من الصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأن تحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأن تحفظها وتُردِّدها بيقين، وبتمعُّنٍ وتدبُّرٍ، هذا علاج وعلاج أساسي جدًّا لمثل هذه الحالات.

وأريدك أيضًا - أخي - أن تمارس رياضة المشي، رياضة المشي تُقلِّل من التشوهات النفسية السلبية، خاصة القلق الذي نعتبره غير صحيٍّ في هذه الحالة، وأيضًا هنالك ما يُعرف بالتمارين الاسترخائية، تمارين قبض العضلات وفكِّها، تمارين التنفُّس التدرّجي، هذه - يا أخي - كلها مهمَّة وجيدة ومفيدة، ويمكن أن تستعين بأحد مواقع الإنترنت للتدرب على هذه التمارين، أو تلجأ لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين.

وبصفة عامة أخي الكريم: حاول أن تنطلق في الحياة بصورة إيجابية، تكون إيجابيًا في تفكيرك، في مشاعرك، في سلوكك، في أفعالك، وأن تعيش دائمًا على الأمل والرجاء، وأن تتواصل اجتماعيًا، وأن تجعل لحياتك هدف، هذا كله - يا أخي - يوجّه طاقات القلق من طاقات نفسية سلبية إلى طاقات إيجابية.

وأيضًا عبِّر عمَّا بداخلك، التعبير عن الذات أمرٌ مهمٌ جدًّا؛ لأن التفريغ النفسي في حدِّ ذاته يُعتبر علاجًا أساسيًا للقلق، الذين يكتمون هم الذين يحتقنون نفسيًا.

التواصل الاجتماعي المثمر دائمًا نعتبره أمرًا إيجابيًا وجيدًا ومطلوبًا في الحياة خاصة في علاج القلق.

أخي: لا مانع من أن تتناول دواء بسيطًا جدًّا، لا يحتاج لوصفة طبية، هنالك عقار (دوجماتيل) والذي يُعرف علميًا باسم (سلبرايد)، ويوجد منتج سعودي ممتاز لهذا الدواء يُسمَّى (جنبريد)، الجرعة هي خمسين مليجرامًا (كبسولة واحدة) مساءً، لمدة أسبوع، ثم كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم كبسولة مساءً لمدة شهرٍ آخر، وبعد ذلك تتوقف عن تناوله.

هذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

www.islamweb.net