متفوقة في دراستي ولكني أشعر بضعف الشخصية وقلة الثقة.. أفيدوني

2018-02-18 00:22:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا فتاة طيبة وطموحة ومتفائلة جدا، ولكن يوجد فيّ قلة الثقة بالنفس، وأحيانا تضعف شخصيتي أمام الناس ولكني أتظاهر بالعكس، ولا أستطيع التحدث مع الشخص، وأناظره وأحيانا في وسط الحديث أقطع الموضوع؛ لأني أنساه فجأة، وأرتبك جدا، ما هو الحل؟

أيضا بعض أقاربي يصفوني بأني دائما أرى نفسي على حق، ولا أقبل النقد وحساسة وفعلا نفسي أقول الحق، وأعتقد أن سبب ذلك ما حدث في طفولتي، حيث كنت أتهزأ من أهلي، وأضرب أحيانا، وكنت ضعيفة الشخصية، ليس لدي أي رأي، وكنت أسامح وبعد أن تزوجت دون إكمال دراستي أصبح الناس يقولون بأني فاشلة فتحطمت أكثر، وبداخلي العكس أنا متفوقة بدراستي وذكية، وأحب التحدي، وأقنعت زوجي أن أكمل دراستي وتخرجت وبتفوق -ولله الحمد-، ولكني ما زلت أشك بقدراتي وبشخصيتي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- لا شك أن اتهامك لنفسك لضعف الثقة بالنفس وضعف الشخصية وضعف القدرات – أختي العزيزة – يتنافى مع إدراكك لشدّة طموحك وتفاؤلك وتفوقك بدراستك وذكائك وحبك للتحدي رغم ابتلائك في طفولتك بالاستهزاء من أهلك لك, كما أن اتهام أقاربك لكِ بالغرور والحساسية المفرطة وعدم قبول النقد مما يؤكّد أنك على جانب طيّب بفضل الله تعالى عليك من الثقة بالنفس وقوّة الشخصية والقدرات والإمكانات المتميزة.

- ربما ما زالت لك بعض الشكوك في الإحساس بالثقة والشخصية, إلا أن ذلك ربما يعود إلى زيادة منسوب ومستوى الطموح الزائد عندك الذي يهوّن عليك ما أنعم الله به عليك من جوانب الكمال, أو إلى بعض آثار الماضي المزعج لديك والذي أمكنك تجاوزه, وربما يعود ذلك إلى المقارنة الظالمة مع الأكمل منك في الصفات الإيجابية وإلى بعض الوساوس الشيطانية, فاحمدي الله تعالى على توفيقه, واستعيذي بالله تعالى من وساوس الشيطان الرجيم والذي يحرص على تقليلك من قيمتك الذاتية وجلد الذات والتقييم الخاطئ لها.

- وبصدد زيادة رصيدك المبارك من الثقة بالنفس وقوة الشخصية فإني أوصيك بتقوى الله تعالى والاستعانة به والتوكل عليه: (ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه).

- كما وأوصيك بالتحلّي بحسن الظن بالله تعالى وتعزيز الثقة بالنفس، وقوّة الإرادة وزيادة تنمية الجوانب الإيمانية والأخلاقية وقدراتك العلمية والعملية والإيجابية, وذلك بلزوم الذكر والاستغفار وقراءة القرآن وطلب العلم النافع والعمل الصالح والقراءة ومتابعة المحاضرات والبرامج النافعة والمفيدة, والانخراط في العمل الاجتماعي والدعوي والخيري وتقوية مهاراتك الاجتماعية والرفع من مستوى إدراكك وثقافتك, وقد صح في الحديث: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. احرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم, كما أن لعوامل التحلّي بالشجاعة ومرور الزمن وتعزيز الثقة آثارها الطيبة في زيادة رصيدك في الثقة بالنفس وقوّة الشخصية: (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين).

- لا تعطي للناس أهمية زائدة في تقييمك الذاتي, فالناس لا يزيدون ولا ينقصون ولا يقدمون ولا يؤخرون, وكثيراً ما يُبتلى الناجحون بالحسد والغيرة وسوء الظن والفهم من الناس, والمهم حسن صلتك وعلاقتك بربك, وحسن معرفتك بذاتك, اطرحي مخاوفك جانباً, وتغلبي على شكوكك واطردي الأفكار السلبية وصفي ذهنك وتحرري من القلق والشعور بالضعف, والإنسان – كما يُقال – حيث يضع نفسه.
"وما المرء إلا حيث يجعل نفسهُ ** ففي صالح الأعمال نفسك فاجعلِ".

- احرصي على لزوم الصحبة الصالحة والعاقلة الواعية والاستشارة لهم وقبول النُصح والتوجيه منهم والتحاور بلطف وتواضع معهم والأخذ برأيهم, حيث وإن ذلك يسهم في الشعور بالرضا النفسي والثقة بالذات وتكميل الجوانب الإيجابية وتشجيعك عليها وتحاشيك للجوانب السلبية والتي لا يخلو منها الإنسان مهما بلغ من القدر والمكانة؛ فالصاحب ساحب, وفي الحديث: (المرء على دين خليله, فلينظر أحدكم من يخالل).

- ولا أجمل وأفضل من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء, فاسألي الله تعالى التوفيق والسداد وأن يلهمك الصبر والحكمة والهدى والنجاح والقوّة والصواب والرشاد, وفقك الله وزادك من فضله.

www.islamweb.net