كيف أتخلص من السرقة والكذب والعلاقة المحرمة؟

2018-02-26 03:40:33 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

كنت أحب شخصا، ولا أستطيع البعد عنه، وساعدته ماديا كثيرا، وقد كان يساعدني منذ زمن، أريد الابتعاد عنه ولكني لا أستطيع.

أيضا أنا أسرق الفلوس والذهب من أهلي وأكذب عليهم، عمري 26 سنة، ولم أنته من الجامعة، كنت آخذ فلوس الجامعة وأصرفها في التفسح والخروج وأسلف الناس، وأحل مشاكلهم حتى لو أدى ذلك لأذية نفسي.

كرهني الناس وأهلي وأخواتي بسبب سرقتي وكذبي وأريد حلا لهذا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية ندعو لك بصلاح الحال، ولا شك أن لكل مشكلة حلا، ولكل خلق سيء يمكن أن يتغير فنأمل أن لا تيأسي أبدا، بل عليك اتباع التالي:

- عليك بداية بالتوبة إلى الله تعالى والمسارعة إلى الإقلاع عن الذنوب التي حدثت، والندم على ما حصل في الماضي، والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل، وأبشري بخير بإذن الله فالله رحيم بعباده يقبل من أقبل عليه تائبا.

- ثم عليك بالإكثار من الاستغفار، فإن الله إذا سهل لك الاستغفار، فإنه يريد بك خيرا، وعليك الإكثار من قراءة القرآن الكريم، وذكر الله تسبيحا وتحميدا وتهليلا وتكبيرا، وأكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، حتى يعينك الله على نفسك الإمارة بالسوء...

- وعليك المحافظة على الصلاة في وقتها والقيام بالعمل الصالح إخلاصا لله تعالى، ومتابعة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- السرقة التي حصلت منك عليك لزاما طلب المسامحة ممن علم أنك أخذت منه شيئا، وإعادة ما سرق منه، وأما من لم يعلم فيمكن أن تعيدي له المسروق دون علمه بأي طريقة، وأكثري من الاستغفار له والدعاء، وإذا صدقت مع الله تعالى في التوبة من هذا وإعادة الحقوق إلى أصحابها فإن الله سيوفقك إلى كل خير.

- لا يصح عقلا ولا شرعا أن يسرق الإنسان المال من الآخرين بنية أن يساعد الناس ويحسن إليهم، فالنوايا الحسنة لا تجعل المعصية طاعة مطلقا أبدا، والله تعالى لا يقبل الصدقة والإحسان إلى الناس إلا إذا كان المال طيبا حلالا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل» رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع.

- خلق الكذب من أرذل الأخلاق، وهو موجب لسخط الله تعالى، ودخول النار، كما أن من تخلق به فإنه يسقط في أعين الناس، ويصبح صاحبه منبوذا في المجتمع، قال النووي: (قد تظاهرتْ نصوصُ الكتاب والسنة على تحريم الكذب في الجملة، وهو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب، وإجماعُ الأمة منعقدٌ على تحريمه مع النصوص المتظاهرة" الأذكار للنووي.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان)) رواه البخاري ومسلم.

ومع هذا يمكن الخلاص من الكذب، وذلك بتعويد النفس على قول الصدق دائما، مهما كانت الأحوال؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» رواه البخاري.

- أما ذلك الشخص الذي تعرفت عليه فنصيحتي لك بترك التواصل معه؛ لأن العلاقة بين فتاة وشاب أجنبي علاقة محرمة شرعا، وكذلك كان سببا في وقوعك في المعصية، فتركه ونسيانه لازم؛ لأنه ليس من الصالحين، وأنت بحاجة إلى زوج صالح يعينك على طاعة الله، وهذا لا يتوفر فيه صفات الدين والخلق.

- وأخيرا أرجو ألا تيأسي من رحمة الله، وحاولي أن تجددي حياتك، وتتبعي ما ذكرت لك، ومع المداومة على طاعة الله والتوجه إليه بالدعاء أن يغير الله حالك، وأبشري بخير بإذن الله تعالى.

وفقك الله لمرضاته.

www.islamweb.net