أعاني من الرهاب الاجتماعي، كيف أتخلص منه؟

2018-03-08 01:54:26 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب، بدأت معاناتي مع الرهاب الاجتماعي بعد بداية ممارسة العادة السرية، قبل حوالي 7 سنوات، والحمد لله أقلعت عن تلك العادة، لكن الرهاب لم ينتهي بنهايتها.

قبل 4 سنوات ذهبت للطبيب، ووصف لي دواء سيبرالكس 5 ملغ، واستمريت على العلاج مدة سنة تقريبا، وتحسنت كثيرا، ثم قمت بإيقافه بالتدريج، وكانت حالتي جيدة جدا، وقبل 6 أشهر تقريبا تعرضت لمشاكل شخصية ومادية، وساءت حالتي كثيرا، وعاد الرهاب من جديد لكن أشد، بالإضافة إلى نوبات هلع واهتزاز بالرأس، فذهبت إلى الطبيب قبل حوالي شهرين، ووصف لي سيبرالكس 5 ملغ، أخذت العلاج مدة 40 يوما، وازدادت حالتي سوءا فقرأت أن الجرعة العلاجية هي 10 ملغ، رغم أنني تحسنت على 5 ملغ قبل 4 سنوات، ولي الآن أسبوعين على جرعة 10 ملغ، وليس هنالك تحسن.

هل بداية التحسن تأخذ أكثر من شهرين، ومتى يمكن أن يبدأ التحسن بعد بداية أخذ جرعة 10 ملغ؟

أنتظر جوابكم، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل العادة السرية تقلل من الكفاءة الاجتماعية، مما ينتج عن ذلك ما يسمى بالخوف أو الرهاب الاجتماعي، -فالحمد لله تعالى- الذي جعلك تتخلص منها.

-أخي الكريم- الخوف الاجتماعي كثيراً ما يكون مصحوبا بشيء من القلق، ومن الوسوسة وتعكر في المزاج، وأفضل علاج له هو أن يحقر الإنسان فكرة الخوف، وأن يتواصل اجتماعياً، ونحن -الحمد لله- في مجتمعاتنا نوع من التواصل الاجتماعي الطبيعي جداً، متى ما اتبعناه وطبقناه وأوفيناه حقه هذا يعالج الرهاب الاجتماعي.

أول خطوة لعلاج الرهاب الاجتماعي، وقد وجدناه مفيدا جداً هي الحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، والذي يخاف نقول له ابدأ بالصفوف الخلفية، ثم تنقل ما بين الصفوف إلى أن تصل الصف الأول، كن على يمينه ثم كن خلف الإمام هذا علاج نفسي سلوكي متدرج وقد وجدناه مفيداً جداً.

العلاج الثاني: هو ممارسة رياضة جماعية مثل كرة القدم مثلاً مع مجموعة من الشباب، هذا أيضاً يؤدي إلى نوع من الانصهار والتفاعل الاجتماعي الإيجابي جداً، وقطعاً الرياضة تفيد في علاج القلق والتوتر وتحسن المزاج، فوائدها عظيمة جداً.

علاج آخر هو الالتزام التام بتلبية الدعوات الاجتماعية كالأعراس مثلاً، العزائم هذه أيضاً مهمة جداً، المشي في الجنائز، زيارة المرضى، زيارة الأرحام، الذهاب إلى المجمعات التجارية مثلاً مرة في الأسبوع، والجلوس مع بعض الأصدقاء، هذا كله يعالج حقيقة هذا الخوف والرهاب الاجتماعي.

وأيضاً حسن إدارة الوقت، ودائماً التفاؤل اجعله -يا أخي- هو مبدئك وهو منهجك، والذي ليس له سبب يتفاءل من أجله، عليه أن يتصنع التفاؤل، لأن تصنع التفاؤل يؤدي إلى صناعته في نهاية الأمر.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هو مكمل للعلاجات السلوكية التي ذكرتها لك، والسبرالكس فعلاً من الأدوية الجيدة، والجرعة العلاجية في كثير من الناس هي 20 مليجرام، وليست 10 مليجرام، وأرجو أن تعرف حقيقة علمية مهمة جداً: الجرعات الصغيرة ليست سليمة أكثر من الجرعات الطبية الصحيحة، حتى وإن كانت عالية هذه حقيقة علمية، يعني حين نتحدث عن السلامة الفرق بين 5 مليجرام، و20 مليجرام تقريباً غير موجود، فقط 20 مليجرام، قد تؤدي إلى زيادة أكثر في الوزن لدى بعض الناس، فـ 10 مليجرام جرعة وقائية وسطية، وقد تكون علاجية، لكن الذي لا يتحسن على 10 مليجرام ينتقل مباشرة إلى 20 مليجرام، فانتقل إلى 20 مليجرام على الأقل لمدة شهرين، بعد ذلك انزل واجعل الجرعة 10 مليجرام، هذه هي الطريقة الصحيحة؛ لأن الذي لا يتحسن في خلال 6 أسابيع إلى شهرين، يحتاج إلى دعم كيميائي، يعني أن خلايا الدماغ ومستقبلاته العصبية أصبحت في نوع من الركود والخمول، الذي يحتم أن ندفعها ونزيد من حساسياتها وفاعليتها، من خلال إعطاء جرعة علاجية صحيحة.

فيا -أخي الكريم- هذا هو رأيي ويمكن أن تعرضه على طبيبك، وأبشرك أيضاً أنه توجد بدائل للسبرالكس بالرغم من أنه دواء ممتاز، لكن قطعاً السيرترالين والذي يسمى زوالفت، وكذلك الزيروكسات والذي يسمى باروكستين من الأدوية الرائعة جداً لعلاج الخوف الاجتماعي، بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net